شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

مركز لذوي الاحتياجات الخاصة يكلف 800 مليونا والأشغال تُنجز بطرق بدائية

عاينت «الأخبار»، يوم الثلاثاء الماضي، بدهشة كبيرة، طريقة أشغال البناء التي تتم بمركز للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، الموجود بتجزئة «مرجان»، فوق القطعة الأرضية التي كانت ضمن الملك الخاص لجماعة سيدي سليمان، وجرى تفويتها خلال حقبة الرئيس السابق طارق العروسي، على الرغم من معاناة الجماعة بخصوص ندرة الوعاء العقاري، لفائدة جمعية من مدينة الرباط، بناء على شراكة في الموضوع بين الجماعة والمجلس الإقليمي الذي يدبر شؤونه عبد الواحد خلوقي، المنتمي لحزب الاتحاد الدستوري، والذي رصد غلافا ماليا يقارب المليار سنتيم، لإنجاز أشغال البناء، بموجب الصفقة عدد 2/BP/PSS/2022.

وبحسب ما وثقته «الأخبار»، فإن أشغال وضع الخرسانة المسلحة على مستوى البلاطة DALLE بالطابق الأسفل، تتم بوسائل بدائية لا تتناسب وقيمة الصفقة، حيث إن المقاول الذي نال في وقت سابق صفقة تهيئة ملاعب للقرب وملعب تنافسي من تمويل المجلس الإقليمي، عمد إلى خلط الخرسانة بواسطة خلاط عادي، مع الاعتماد على عربات مجرورة باليد في عملية صب الخرسانة الخاصة بالبلاطة، وهو ما يطرح مشكلا تقنيا يتعلق أساسا بصعوبة تحديد الكميات التي ينبغي الالتزام بها بخصوص كميات ونسب المواد المستعملة في إعداد الخرسانة، خاصة ما يتعلق بنسبة الماء والإسمنت وجودة «الحصى»، وهو الأمر الذي كان يستوجب على رئيس المجلس الإقليمي لعمالة سيدي سليمان، بصفته صاحب المشروع، والآمر بالصرف، والمسؤول المباشر عن أي اختلال يشوب المشروع، أن يطالب المقاول النائل للصفقة، بضرورة استعمال الإسمنت الجاهز للصب  ،BETON  PRET A COULER، الذي يتم اقتناؤه من مصنع متخصص، والذي يشتغل وفق آليات وتقنيات دقيقة، تمنح جودة عالية للخرسانة.

وأضافت مصادر الجريدة أن المصالح التقنية بكل من عمالة سيدي سليمان والمجلس الجماعي ومصالح وزارة الداخلية، باتت مطالبة بضرورة التدخل العاجل لمراقبة ورش البناء المذكور، واعتماد خبرة تقنية معمقة و«محايدة» بشأن جودة الأشغال المنجزة، للحيلولة دون أن تظهر مستقبلا عيوب تقنية بالمشروع، ولتفادي ضعف مقاومة الخرسانة لقوة الضغط والالتواء والقص على مستوى الأعمدة والعوارض POTEAUX ET POUTRES، وإجراء اختبارات التكسيرLES ESSAIS D ECRASEMENT، في وقت يظهر أن الطريقة المعتمدة في إنجاز أشغال بناء بلاط الطابق الأسفل، من حيث صب الخرسانة عبر عربات يدوية، ودون استعمال «هزاز الخرسانة» VIBREUR A BETON استغرقت وقتا طويلا، ساهم في عدم التماسك الجيد للخرسانة، نتيجة تبخر نسبة مهمة من الماء خلال فترة وضع الخرسانة PRISE DE BETON، ما يحول دون تحقيق الجودة من حيث صلابة ومقاومة الخرسانة.

يأتي ذلك، في وقت يتم التساؤل حول مدى وجود عملية مراقبة للأشغال برمتها، انطلاقا من الأساسات، ومدى إلزام المقاول بضرورة التقيد بالمقتضيات الخاصة بكناش تحملات الصفقة، ناهيك عن الغموض الذي يلف طريقة تمرير رئيس المجلس الإقليمي عبد الواحد خلوقي لصفقة ضخمة نالها مقاول يشتغل بطرق بدائية في إنجاز مشروع مهم مخصص لفئة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو الذي يحظى بتسهيلات كبيرة من أجل الحصول على شهادة تسليم أشغال ملاعب قرب وملعب تنافسي، من ضمنها ملعب للقرب بحي السليمانية وسط مدينة سيدي سليمان، حيث تتم محاولات «تثير الريبة» من أجل تمكين المقاول من التسليم المؤقت للأشغال بشكل جزئي، ما يتنافى مع دفتر التحملات الذي يقضي بضرورة التسليم للأشغال إجمالا، بعدما بات المقاول المذكور محظوظا في الفوز بنسبة مهمة من صفقات المجلس الإقليمي لعمالة سيدي سليمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى