
مصطفى عفيف
تسببت العواصف الرعدية المصحوبة بأمطار غزيرة عرفها إقليم سطات، بحر الأسبوع الماضي، في خسائر بشرية ومادية كبيرة، بحيث أدت الأمطار التي عرفتها المنطقة إلى مصرع امرأة، بعدما جرفتها السيول أثناء قيامها برعي ماشيتها على مستوى الجماعة القروية مكارطو، وهو الحادث الذي خلف حالة استنفار لدى مختلف الأجهزة، حيث جندت فرقها التي تعبأت بمعية سكان المنطقة للبحث عن السيدة، قبل أن يتم انتشال جثتها في ما بعد.
كما تسببت السيول الجارفة في أضرار مادية كبيرة في الممتلكات، بعدما أدت إلى عزل السكان، في وقت دخلت السلطات المحلية بالمنطقة في حالة تأهب قصوى لمواجهة كل طارئ، من أجل التدخل الاستباقي، خاصة بعد النشرة الإنذارية.
وبجماعة رأس العين الشاوية، بتراب إقليم سطات، والتي كان سكانها يعيشون فرحة مهرجان التبوريدة السنوي، حولت عاصفة رعدية مصحوبة بأمطار قوية أحياء مركز جماعة رأس العين إلى مناطق شبه معزولة عن بعضها، لتكشف بالواقع الملموس هشاشة البنية التحتية وغياب قنوات تصريف مياه الأمطار. كما تسببت السيول القوية الجارفة في جرف عدد من ممتلكات أصحاب المحلات التجارية، وفي غمر المياه للعديد من المنازل والمحلات التجارية. وأفضت تلك الأمطار التي عرفتها المنطقة إلى كشف النقاب عن مجموعة من الاختلالات في البنية التحتية، وتسجيل خسائر كبيرة في الممتلكات لدى عدد من المواطنين الذين غمرت السيول والأمطار منازلهم. كما أدت العاصفة المطرية إلى قطع حركة السير وجعل المنطقة معزولة لساعات.
وعجلت العاصفة الرعدية المباغتة، بإعلان السلطات المحلية حالة استنفار قصوى والتدخل بكل الوسائل المتاحة لها، بمساعدة عدد من المواطنين، مع تسجيل غياب الجهات المنتخبة، الأمر الذي جعل سكان الأحياء المتضررة يهددون بخوض وقفة احتجاجية، للتعبير عن غضبهم على المسؤولين، والمطالبة بحمايتهم من الفيضانات بإنجاز سدود تلية وفتح تحقيق في اختلالات البنية التحتية.
يذكر أن القاسم المشترك في هذه الكارثة الطبيعية التي عرفتها المنطقة، هو هشاشة البنيات التحتية وعدم صيانة التجهيزات المائية والطرقية، وغياب بعض التجهيزات الهيدرومائية، مثل السدود التلية، والبناء في مجاري بعض الأودية الموسمية، وعدم اتخاذ الاحتياطات والتدابير الوقائية من طرف المجالس المنتخبة المتعاقبة على تدبير الشأن العام بالجماعة.





