الرئيسية

ساند الحسن الثاني حركته المناوئة للشيوعية ومنحه دعما ماليا وسكنا بالرباط

حسن البصري

في نهاية عام 1980، كشفت وثائق من أرشيف مؤسسة غورباتشوف، عن مباحثات جمعت مسؤولين روسيين والرئيس الأنغولي دوس سانطوس، بملك المغرب الحسن الثاني، حيث طلبوا منه إنهاء دعم جوناس سافيمبي، الذي عرف بعدائه الشديد للشيوعيين، وكان يجد في المغرب ملاذه ونقطة عبوره صوب أوربا، كما أن الروسيين ألحوا على الحسن الثاني قطع الإمدادات من السلاح عن هذا الثائر، دون أن يستجيب الملك لملتمسهم.
ظل الملك الراحل الحسن الثاني يردد في خطبه مقولته الشهيرة: «المغرب شجرة جذورها في إفريقيا وأغصانها في أوروبا»، وهي عبارة تعكس الواقع الجغرافي والتاريخي للمغرب نحو إفريقيا وأوروبا.
دعم المغرب بقوة الكونغو الديمقراطية (الزائير سابقا) وساند نظام «موبوتو سيسيسيكو» الذي كان متورطا في اغتيال رمز التحرر الإفريقي باتريس إيمري لومومبا المدعوم من عدة دول إفريقية، كما أن المغرب كان أحد أبرز داعمي جوناس سافيمبي، الذي قاد تمردا ضد نظام الحركة الشعبية لتحرير أنغولا المدعوم من لدن المعسكر الشرقي.
لجأ جوناس للمغرب طلبا للدعم المالي، والتقى بالملك الحسن الثاني في قصر الصخيرات، وجالسه على انفراد في سرية تامة، قبل أن يفتح له صنبور الدعم ويدعوه للإقامة في المغرب، بل إن الملك مكن المعارض الأنغولي من شقة في حي أكدال بالرباط، ووضع عليها حراسا بزي مدني.
قال سافيمبي، في تصريحات صحفية، إن ملك المغرب دعم حركة أونيتا عن بعد دون أن يظهر في الواجهة، مشيرا إلى أن الحسن الثاني رفض إرسال العتاد الحربي لحركة جوناس، واكتفى بالدعم المالي واللوجستيكي، عكس ما يتم تداوله.
وقال محمد اليازغي إن حزبه الاتحاد الاشتراكي كان له موقف داعم لمنظمة «أونيتا» لجوناس سافيمبي في أنغولا: «حدث مرة أن طلب مني مبعوث للملك أن ألتقي سافيمبي الذي كانت رهن إشارته شقة في حي أكدال، فرفضت أن أقابله في انسجام مع موقف الاتحاد الذي لم يتفق أبدا على دعم الشكل الذي كان ينهجه الحسن الثاني في سياسته الخارجية بإفريقيا، كما لم يتفق على عمليات أخرى في الدول الإفريقية كان الحكم المغربي قد دعم فيها الأنظمة الديكتاتورية»، ومن تداعيات هذا الدعم استمرار أنغولا في مساندة انفصاليي البوليساريو.
قبل أن تتم تصفية جوناس من طرف الجيش الحكومي عام 2002، وجه الملك الحسن الثاني دعوة للقاء مصالحة بين الرئيس الأنغولي جوزي إدواردو دوس سانتوس وخصمه جوناس سافيمبي زعيم «أونيتا» المعارضة، بحضور رئيس الكوت ديفوار فيليكس هوفويت بوانيي وزعيم «المؤتمر الوطني الإفريقي» نيلسون مانديلا، وذلك لوضع حد للحرب الأهلية التي تجتاح أغلب مناطق أنغولا، وهو اللقاء الذي لم يتم وظل يؤجل إلى حين اغتيال جوناس.
بعد رحيله، كشفت صحيفة «لوجورنال إيبدو» عن تهريب المعارض الأنغولي لملايين الدولارات إلى المغرب قبل وفاته، مشيرة إلى أنها عبارة عن عائدات من بيع قطع من الماس، وقدمت الثائر كواحد من الأثرياء، وخلدت العديد من الدول اسمه، خاصة أنغولا وصربيا ثم البرتغال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى