حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

مضامين اجتماع دمشق.. عندما اعترف بومدين بتمويل القذافي السخي لحربه ضد المغرب

يونس جنوحي

 

في أكتوبر 1978، سافر الرئيس الجزائري هواري بومدين إلى دمشق واستقبله الرئيس السوري رفقة الرئيس الليبي معمر القذافي، وعُقد ما سُمي وقتها مؤتمر دول «الصمود والتصدي». يلخص السفير محمد التازي، في أوراقه الشخصية، ما راج في هذا الاجتماع ويكشف معطيات تفضح المؤامرة التي كانت تحاك ضد المغرب.

يقول:

«وكانت وجهة نظر الرئيس بومدين تتلخص في ما يلي:

إن ما سماه بالأنظمة التقدمية في العالم العربي معرضة أكثر من أي وقت مضى للمؤامرات الرجعية والإمبريالية، فالثورة الجزائرية مهددة بغزو مغربي معزز من أمريكا وبعض الدول الغربية، والثورة الليبية معرضة للغزو من مصر، أما سوريا فإنها تواجه إسرائيل وحدها، ولا يمكن أن تجد عونا سريعا من ليبيا أو الجزائر بينما تتعرض اليمن الجنوبية إلى خطر محدق بها من سلطنة عمان، ومن اليمن الشمالية، ونظراً لتجارب الاتحاد السوفياتي مع بعض الأنظمة العربية وخاصة مصر، فإنه يمشي في حذر شديد مع أصدقائه العرب، لذلك من الضروري البحث عن وسيلة لتعزيز العلاقات معه حتى يكون اطمئنانه كاملا وهو يدعمنا ويساعدنا.

وأضاف الرئيس الجزائري قائلا:

-إني، إذ أشاطر الرئيس الأسد في أن عقد حلف دفاعي مع الاتحاد السوفياتي سيؤلب علينا الدول الرجعية والإمبريالية، وستكون أولى نتائجه وقف المساعدات العربية لسوريا، فإننا نستطيع أن نجد وسيلة لإقامة حلف دون أن تكون له صبغة حلف، بمعنى أن يكون التزام الاتحاد السوفياتي في تزويدنا بالسلاح الضروري والمتطور والرادع مناسبا وموازيا لما يمكن أن يحصل عليه من منافع وامتيازات عندنا، فالعلاقات بين الدول هي علاقات مصالح وليست علاقات مبادئ: لذلك يجب أن تتم بيننا وبينه مقايضة في المصالح لا تضر بحيادنا، وإن كانت السياسة الرجعية والإمبريالية تدفعنا لإعطاء مفهوم جديد للحياد وعدم الانحياز.

وتساءل الرئيس الليبي قائلا:

-وهل يقبل الاتحاد السوفياتي عقد هذا الحلف الدفاعي في ظروف سياسة الوفاق؟

أجاب الرئيس حافظ الأسد:

-إن الموضوع أخذ يتبلور من خلال هذه المناقشة الصريحة، وسوف نرى عند اجتماعي بالقادة السوفياتيين إلى أي مدى يمكن أن يساعدونا، وإن كنت أشك في قبولهم للاتفاق معنا كمجموعة واحدة. إنهم، بحكم خبرتنا، يفضلون التعاون الثنائي، وفي هذا الإطار يمكن أن نعمق علاقاتنا الثنائية مع الاتحاد السوفياتي، كما يستطيع كل منا أن يستفيد مع ما يحصل عليه كل طرف من المساعدات العسكرية السوفياتية.

فعقب الرئيس الجزائري قائلا:

-أريد أن أكون واضحا تلافيا لأي سوء فهم قد يحدث في المستقبل، إننا ملتزمون بمواقفنا السابقة وبالمقررات التي اتخذت على مستوى القمة في الجزائر والرباط، وبما تقرر في مؤتمرينا بطرابلس والجزائر، ولكننا في الجزائر، كما تعلمون، نواجه صعوبات اقتصادية ومالية، ناتجة عن التوتر الذي افتعله المغرب في المنطقة لإجهاض الثورة الجزائرية، والذي فرض علينا أن نعيد النظر في مخططاتنا الاقتصادية والإنمائية وتخصيص جزء كبير من ميزانيتنا للدفاع ضد الأخطار المحدقة بثورتنا، وكل ما نتلقاه من سلاح وعتاد لا يفي حتى الآن بضرورات الدفاع عن كياننا، بينما تتدفق الأسلحة الأمريكية والغربية على المغرب، ويجد من يمول له هذه الصفقات الضخمة من دول البترول في المنطقة، وبالمناسبة أود أن أوجه الشكر والتقدير أمامكم للأخ العقيد معمر على ما نجده من الجماهيرية الشقيقة من دعم مادي وعسكري، ولكن هذا الخطر المحدق بنا لن يحول بيننا وبين تقديم كل مساعدة إلى الإخوة في سوريا، لأننا في معركة واحدة، وفي خندق واحد، ولن يتحقق تضامن عربي كامل إلا بالقضاء على رؤوس الرجعية والإمبريالية في البلاد العربية».

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى