حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسية

معارض جزائري تمت تصفيته بمدريد ودفن بالدار البيضاء

حسن البصري

في مدينة بسكرة الجزائرية، التي ينحدر منها، عدد من المرافق العمومية تحمل اسمه، مطار وجامعة وساحات ومدارس وشوارع، وفي مدن أخرى بالجارة الشرقية مرافق تؤرخ لرجل طبع تاريخ هذا البلد لكنه لم ينصف إلا بعد رحيل أعدائه الذين لم يهدأ لهم بال إلا بعد تصفيته بقرار من الرئيس بومدين.
رغم أنه من مواليد القصبة بالعاصمة الجزائرية، إلا أن محمد خيضر قضى سنوات طويلة في المغرب، بل إنه دفن في مقبرة الشهداء بالدار البيضاء بناء على توصية من أرملته، بعد مقتله في مدريد يوم 3 يناير عام 1967، على يد جزائري، في واحد من أشهر الاغتيالات السياسية. من المفارقات الغريبة أن يولد خيضر أثناء توقيع معاهدة الحماية التي جعلت فرنسا تضع يدها رسميا على المغرب، لكنه تعلم دروس النضال في القاهرة، هناك التقى بمناضلين مغاربة يحملون الهموم نفسها، قبل أن ينتقل إلى المغرب حيث قضى فترة طويلة بين الرباط ووجدة، وظل خلال فترة المقاومة أمينا لماليتها.
عندما حصلت الجزائر على استقلالها عام 1962، ظهر خلاف بين الرئيس أحمد بن بلة وخيضر، فاضطر هذا الأخير إلى مغادرة الجزائر، فاتهمه بن بلة بأنه نهب أموال «صندوق التضامن» وظل مطاردا حتى بعد أن انقلب بومدين على بن بلة عام 1965.
ظهرت شهادات كثيرة عقب مقتله تؤكد براءة ذمته من تهمة السرقة، وتبين أن النظام الجزائري عمل بوصية جمال عبد الناصر الشهيرة، «وسخوه وهاتوه»، فكانت التهمة جاهزة تنتظر معارضا ليلبسها. كانت تهمة خيضر «سرقة أموال الدولة» ودفعها في حسابه، في وقت أتى التأكيد منه قبل وفاته، بأن وضعه للأموال باسمه هو حل مؤقت حتى تتم تصفية الاستعمار بالكامل، وبأن هذه الأموال من حق المعارضة الجزائرية.
تحكي أرملة خيضر عن ذلك اليوم الذي قتل فيه، وتقول: «في الثالث من يناير، كنت أركب إلى جواره في سيارتنا بأحد شوارع مدريد، فجاءه مواطن جزائري وألح في طلب نزوله من السيارة كي يحدثه في أمر عاجل، غير أن محمد كان مستعجلا وطلب منه تحديد موعد في وقت آخر، وبعد نقاش قصير معه، بدأت الشكوك تساور محمد، وفي نفس الوقت، أخرج عدة أشخاص مسدساتهم، وأمطروا جسد الراحل بالرصاص».
عاشت العائلة بضع سنوات في سويسرا، إلى غاية عام 1975 تاريخ انتقالها إلى الرباط وهي في وضعية مادية سيئة، حيث استقبلها الراحل عبد الكريم الخطيب وتكفل بأسرة الفقيد طيلة عدة أشهر حتى حصلت العائلة على مساعدة ودعم من الحسن الثاني، الذي سبق له أن أصر على دفن خيضر في مقبرة الشهداء بالدار البيضاء قريبا من قبر المناضل محمد الزرقطوني.
يقيم طارق خيضر، نجل الفقيد، في المغرب، وهو شاهد على عملية التصفية ويتأبط دليل براءة والده من تهمة «سرقة مال الثورة» كما نسجها بومدين، من خلال التحقيق الأمني للسلطات الفرنسية في عملية التصفية الجسدية التي تمت بتنسيق تام مع سفارة الجزائر في مدريد، وبمباركة من الجنرال فرانكو الذي جعل من هذه الجريمة ورقة ضغط على هواري بومدين، كما جاء في كتاب «قضية خيضر.. الجريمة غير المعاقب عليها».

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى