حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الدوليةالرئيسيةسري للغايةسياسية

من يكون الكولونيل المغربي الذي قاد مخابرات الجزائر لسنوات

يونس جنوحي

تبادل للمصالح بين بعض وجوه الجبهة الإسلامية للإنقاذ والمخابرات العسكرية. لكن هل كان الأمر يتعلق بخيانات للإخوان من طرف منتمين إليهم؟ أم بزراعة أشخاص داخل تنظيم الجبهة الإسلامية ثم تحولوا لاحقا إلى التعامل مع الأجهزة؟ إذ إن الإسلاميين في الجزائر كانوا دائما يعتبرون أنفسهم ضحايا لمافيا الجنرالات، ودافعوا بقوة عن براءتهم من كل التهم التي نسبتها إليهم المعارضة الجزائرية.

من بين الشخصيات الغامضة التي ارتبط اسمها بمافيا الجنرالات وبالمخابرات العسكرية، ورعاية تبادل المصالح مع جبهة الإنقاذ، نجد الكولونيل قاصدي مرباح. يقول هشام عبود: «الكولونيل قاصدي مرباح، واسمه الحقيقي خالف عبد الله، وهو قبايلي ينحدر من أصول مغربية، لم يكن معروفا بالنسبة لعدد كبير من رموز المعارضة عندما كان على رأس الاستخبارات. بل إن عددا مهما من عسكريي وزارة الدفاع الجزائرية لم يكونوا يعرفون وجه هذا الرجل وكانوا يعرفون اسمه فقط.

التقيتُه لأول مرة في أكتوبر 1979، عندما كنتُ رئيسا لتحرير مجلة الجيش، حيث أشرفت على أول خروج إعلامي له من خلال حوار للمجلة».

كان الحوار طبعا من تلك الحوارات المدروسة بعناية. لا أحد في الجزائر، على الإطلاق، كان يملك سلطة اختيار الخرجات الإعلامية، خصوصا في مجلة الجيش التي كانت مغامرة عجيبة عاشها هشام عبود. صدر الحوار بدون صورة للكولونيل، وهو ما كرس عنه ذلك الغموض الذي تحول في التسعينيات إلى رهبة كبيرة.

 

رجل الظل

يستحق قاصدي مرباح فعلا أن يُسمى رجل الظل. إذ لم يكن يحب الأضواء ولم يسبق له الظهور فيها رغم أنه اضطلع بمهام خطيرة جدا في المخابرات العسكرية والاستعلامات العامة. كانت كل الملفات الحساسة تتجمع عنده ويحولها من خلال إشرافه على جهاز الأمن العسكري، إلى معطيات.

بنك حقيقي من المعلومات عن ممتلكات المسؤولين بل وأسرارهم العائلية، بالإضافة إلى خروقات المسؤولين ومهامهم السرية بل وحتى تحركاتهم في الخارج.

امتلاك المعلومة في الجزائر يعني أمرا واحدا وهو امتلاك السلطة، بل والتحكم في رقاب الشخصيات موضوع تلك المعلومات.

برز اسمه في الساحة السياسية في اليوم الموالي لوفاة الهواري بومدين، حيث كان من الضروري جدا أن يراقب تحركات المعارضة. وما زاد من قوة جهازه أن الرأي العام بل وأغلب الوزراء لم يكونوا يعرفون عنه أي شيء نهائيا، وهو أمر يُحسب له. إذ يقول هشام عبود إن الرهبة التي كان يحظى بها كان سببها عدم مخالطته للمسؤولين، حيث نجح في بث الرعب والترقب في أوساط المعارضة، لأنهم لم يكونوا يعرفون مع من يتعاملون بالضبط. وكان يروج أن رجاله يوجدون في كل مكان، ويكتبون التقارير النارية بدون أي تحفظ أو مواربة.

 

صديق العصابة

بفضل الجنرال حمروش والجنرال بلخير، استطاع هذا المسؤول من أصول مغربية أن يستمر في موقعه ويحافظ على خصوصيته الشخصية، حيث لم يسبق لأي مسؤول جزائري أن بقي في الظل طيلة المدة التي استمر فيها مرباح في عمله السري بعيدا عن أضواء الصحافة واهتمام السياسيين.

بل إن أجهزة أجنبية كانت تجد صعوبة في رصده لأن المعطيات بشأنه كانت ضئيلة جدا، وأيضا لأنه كان يتحرك باسمين، أحدهما حقيقي وهو عبد الله والآخر مستعار وهو «مرباح». بالإضافة إلى الأسماء الأخرى التي وفرتها له الأجهزة السرية خصوصا أثناء تنقلاته إلى فرنسا لرعاية مصالح حمروش وبلخير. حيث كان من المهم أن يوجد بنفسه في الخارج للوقوف على الملفات التي كانت تعدها مافيا الجنرالات عن أبرز المسؤولين الجزائريين ولقاءات رؤساء الجمهورية أثناء وجودهم خارج البلاد مع رؤساء وملوك الدول الشقيقة.

لكن أيام القوة مهما طالت تبقى معدودة. وهذا بالضبط ما وقع للكولونيل مرباح، إذ إن تيار إسقاط الجنرال بتشين كاد أن يجرفه ذات يوم، أو هكذا اعتقد، حيث عاش داخل مكتبه تفاصيل مثيرة جدا للإطاحة بشخصيات كانت تتحكم حتى في الأوكسجين الذي تنفسه الجزائريون. حيث سوف يظهر في الإعلام لأول مرة في نهاية الثمانينيات، وسوف يصبح مشهورا إذ غزت صوره الصحافة قبل أن يلقى نهاية مأساوية جدا سنة 1993 حيث جرى اغتياله ببرودة دم.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى