
القنيطرة: المهدي الجواهري
أعلن عزيز كرماط، أحد نواب رئيس جماعة القنيطرة والبرلماني السابق عن حزب المصباح، عن عدم ترشحه في الانتخابات القادمة، مبرزا أنه لن يجيب عن الأسباب في الوقت الراهن، موضحا أن 23 سنة من العمل الجماعي أكسبته التجربة وعلمته ما يجب فعله، كما دعا الأحزاب السياسية بالقنيطرة إلى تجديد نخبها وأن ينقل الشباب معركتهم من النضال الافتراضي إلى الواقعي عبر الانخراط في الأحزاب ودخول غمار الانتخابات الجماعية، مصرحا أن ولاءه سيكون للصالح وليس لأي اعتبار كيف ما كان.
وقال كرماط إن قراره عدم الترشح مع أي حزب لم يأت بين ليلة وضحاها وإنما بعد مخاض في التفكير، كما دعا بعض الوجوه إلى أن تغادر وتفتح المجال للشباب، مضيفا أنه إذا لم يكن هناك جيل يأخذ المشعل فالقنيطرة ستسير للأسوأ، محذرا أنه بعد الدخول للعمل الجماعي يتم الاشتغال وفق نظام انتخابي معين لا يعطي جميع الصلاحيات للرئيس لأنه سيصطدم بمجموعة من القوانين والمساطر. وأضاف أنه في القريب العاجل سيوضح الأسباب الذاتية والموضوعية التي كانت وراء قراره.
وأكدت مصادر من البيت الداخلي لحزب العدالة والتنمية أن خرجة كرماط مع قرب الانتخابات القادمة ما هو إلا توجيه رسائل مشفرة لغريمه في الحزب عزيز رباح، حيث تدور بينهما حرب خفية وصامتة داخل دواليب الحزب والتي اندلعت منذ تطويقه في صلاحياته بالمجلس الجماعي كنائب للرئيس. وكشفت المصادر نفسها أن صراعات خفية بين عزيز رباح وأنصاره وبين الجناح الموالي لعزيز كرماط ، بعدما اندلعت الخلافات منذ إبعاد كرماط من الترشح في لائحة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية الأخيرة وترشيح مكانه مصطفى الابراهيمي القادم من مدينة بركان، الأمر الذي خلف ردود فعل غاضبة. وأضافت مصادر الجريدة أن نار الصراعات ظلت مشتعلة حتى توهجت مؤخرا، مما أثار حنق التيار المحسوب على عزيز كرماط بخصوص المعايير المعتمدة في مناصب المسؤولية التي أصبحت تسير وفق الولاء أكثر من المعايير الحزبية واعتماد مبدأ الكفاءة والديمقراطية الداخلية، حيث تبين أن الموالين لعزيز رباح ينالون الحصة الكبيرة من الغنائم بل وصلت بهم إلى جمع أكثر من مسؤولية ، فيما طال العديد من الأطر التي كانت تنتظر نصيبها في موقع المسؤولية وحظها من المناصب نوع من الإقصاء والتهميش دفعهم إلى تحريك القواعد لشن هجومات من نيران صديقة تلقاها عزيز رباح والموالون له الذين أحسوا بتورطهم أمام المناضلين والمتعاطفين مع الحزب.





