حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

نوبل لـ«السلام».. يا سلام

 

 

يونس جنوحي

 

العالم كله يتابع لائحة أسماء الفائزين بجائزة نوبل المرموقة، بمختلف أصنافها.

الفائزون في أصناف العلوم لا يزالون يحصدون إعجاب شعوب الأرض.. بين الفينة والأخرى يبرز الخلاف حول بعض الأسماء، وأحقية آخرين لم يتم تكريمهم.. تماما مثل ما حدث مع العالم المغربي رشيد اليزمي، الباحث الرائد في عالم البطاريات، والذي بفضله يملك ملايير البشر هواتف وحواسيب نقالة. لم يحصل على «نوبل»، لكنه يحظى بتقدير كبار مُطوري ثورة بطاريات أجهزة الاتصال والسيارات الكهربائية.

لدينا مغاربة في «ناسا» وفي وكالات أخرى، ومراكز بحثية. وهؤلاء يقودون فرق بحث، ولا بد أن يأتي يوم يصل فيه «واحد منا» إلى منصة التتويج، في السويد!

أما نوبل للأدب، والتي نحلم بحقنا في معانقتها يوما ما، فقد فاز بها الكاتب الهنغاري «لازلو كراسنهوركاي».. في الغرب، يعني هذا أن تُفتح أمامه بوابة كبريات المجلات الأدبية لكي يمنحها حوارات مطولة، وأن تُنجز معه قنوات الوثائقيات، أفلام عن ذكرياته ومساره وطقوس الكتابة لديه، وحتى عُقده الشخصية..

لكن فوزه بنوبل للأدب، تعني عندنا أن «دُور النشر» العجيبة سوف تسارع إلى قرصنة أول ترجمة عربية لأبرز أعماله، وإخراجها في طبعات رديئة، بدون علم الناشر الأصلي.. سوف تعتادون في الأشهر المقبلة على رؤية وجه الفائز فوق أرصفة المملكة! رواية واحدة بعشرين درهما، واثنتان بثلاثين.. اقرؤوا للفائز بجائزة «نوبل!»

هل الجائزة مُنصفة عندما يتعلق الأمر بالأدب؟ طبعا لا. أدباء كبار ماتوا دون أن يحصلوا عليها، ولم يلتفت إليهم أحد، رغم أن رواياتهم وصلت إلى العالمية. منصة «نوبل» في النهاية لا يمكن أن تسع كل الكتاب.

المرة الوحيدة التي أجمع فيها الكُتاب على أن لجنة جائزة «نوبل» يجب أن تراجع قرارها، كانت عندما توّجت المغني الأمريكي «بوب ديلان».

«أحد أفضل من غنّوا على مر العصور».. هكذا وصفته الصحافة الأمريكية.. اللجنة قالت سنة 2016، إنها اختارت «ديلان»، لأن كلمات أغانيه يتوفر فيها العمق الفني المطلوب في الرواية. إذا حصل مُغن على نوبل للأدب، فماذا سيفعل الكُتاب بأنفسهم؟ هناك نكتة بريطانية قديمة مفادها أن الكُتاب العباقرة يكتبون بغزارة وإتقان، لكنهم قليلو الكلام.. ليس حكمة منهم، لكن لأن أصواتهم نشاز!

بقيت نوبل للسلام.

أغلب صحف أوروبا افتتحت صفحاتها في عدد يوم الجمعة بعناوين من مدرسة «تقطير الشمع»، في تلميح لترقب ترامب الفوز بجائزة نوبل لـ«السلام».

ترامب الذي فاز بثقة الأمريكيين مرتين، ووعد بجعل «أمريكا عظيمة مرة أخرى»، وتكفل بإلباس المهاجرين غير النظاميين الكفن، ورفع أسوار أمريكا وجعلها من نصيب من هاجروا إليها، عندما كان العالم «ساذجا» وخاليا من التعقيدات.. مرشح قوي للحصول على الجائزة.

حال دون حرب في الشرق الأوسط هذا العام، لكنه في الوقت نفسه مُتهم بالاصطفاف إلى جانب إسرائيل، رغم الإدانة الدولية الشديدة للجرائم التي ارتُكبت في غزة.

وعد ترامب بإحداث سور شاهق وسميك بين المكسيك والولايات المتحدة.. البلد الذي بناه المهاجرون، وأسسه القادمون في السفن من أوروبا بحثا عن مستقبل أفضل، قبل قرنين ونصف القرن.

وبقدر ما أثار ترامب سخرية التقدميين، فإنه يحوز الآن ثقة اليمين والمحافظين، الذين يعتبرون أن الولايات المتحدة خاصة بالقادمين من أصول أوروبية، ولا مكان في مساحتها الشاسعة للمهاجرين.

بلد كان فكرة قائمة على الهجرة، يصادر حق الآخرين في هذا الخيار الإنساني، ويُرشح رئيسه لـ«نوبل للسلام».. يا سلام!

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى