حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريررياضة

هل يرفع «أسود الأطلس» كأس إفريقيا

المنتخب في دائرة الضوء بسبب عوامل تجعله المرشح الأبرز للتتويج باللقب

مع اقتراب كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025، تتجه أنظار القارة السمراء إلى المنتخب المغربي، الذي يظهر كأحد أبرز المنافسين على اللقب، مدعوما بعوامل تجعل «أسود الأطلس» قوة لا يُستهان بها.

يقود الفريق المدرب وليد الركراكي، الذي نجح منذ توليه المهمة في سنة 2022 في إرساء استقرار فني وتكتيكي يمنح اللاعبين ثقة عالية، ويحولهم إلى فريق منضبط ومستعد لكل مواجهة.

يتميز المنتخب المغربي بخط دفاع صلب ومنظم يصعب اختراقه، وهجوم سريع وفعال قادر على استغلال أي فرصة حاسمة، فيما يضيف التجانس بين اللاعبين وروحهم الجماعية، قدرة كبيرة على التعامل مع الأزمات واللحظات الحرجة.

الإحصاءات الأخيرة تكشف نسب انتصارات مرتفعة وأداء هجوميا ودفاعيا متوازنا، في حين يوفر الدعم الجماهيري دفعة معنوية قوية ترفع من حماس اللاعبين على أرض الملعب. ويبقى السؤال هل تكفي هذه العناصر لتجعل المنتخب الوطني مرشحا حقيقيا للتتويج بلقب «الكان»، وكتابة فصل جديد من تاريخ كرة القدم الإفريقية، أم ستكون لعنة عليه قبل المنافسة؟

 

 

 

الإحصائيات تصب في صالح «الأسود»

 

أعلنت مكاتب المراهنات وبرامج الذكاء الاصطناعي عن نتائجها المتعلقة بكأس أمم إفريقيا لكرة القدم المقبلة التي ستقام في المغرب، باعتبار المنتخب المغربي هو المرشح الأوفر حظا للفوز

ببطولة أمم إفريقيا 2025، التي ستُقام في الفترة من 21 دجنبر  2025 إلى 18 يناير 2026.

وبنسبة احتمالات تتراوح بين 3.60 و3.75، يتقدم «أسود الأطلس» بفارق كبير على الجزائر ومصر (7.00)، بالإضافة إلى السينغال (7.50).

واستند الذكاء الاصطناعي وأيضا شركات المراهنات إلى مجموعة من العوامل والتقارير والمعطيات، من أبرزها سلسلة انتصارات تاريخية بستة عشر فوزا متتاليا، وهو رقم قياسي عالمي مُطلق يتجاوز الانتصارات الخمسة عشر التي حققها منتخب إسبانيا بين عامي 2008 و2009، وأن المنتخب الوطني حقق خمسون هدفا مُسجلا، وأربعة أهداف مُستقبلة، مما يدل على توفره على دفاع صلب كالصخر، وهجوم مُشتعل. والأهم من ذلك كله، جيل ذهبي لم يبدُ قط قريبا من إنهاء صيام دام تسعة وأربعين عاما.

واستندت إلى معايير موضوعية، منها ميزة اللعب على أرضه، وسلسلة مباريات بلا هزيمة منذ يونيو 2024، وتشكيلة تجمع بين الخبرة والشباب بتوازن نادر.

 

توفره على تشكيلة مثالية

 

لدى المنتخب المغربي لكرة القدم تشكيلة مثالية من اللاعبين، والذين يقودهم أشرف حكيمي، المرشح الأبرز للظفر بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية لأحسن لاعب كرة قدم إفريقي لسنة 2025، وهو يُجسد القيادة من خلال تألقه اللافت مع ناديه باريس سان جيرمان الفرنسي، ويعد الأفضل في مركزه على الصعيد العالمي.

كما أن مجموعة من المواهب المغربية بصمت على قوتها في الفترة الماضية، من بينها حمزة إيغامان، الملقب بـ«رونالدو المغربي» من قِبل صحيفة «ماركا»، والذي يتألق بقوة في الدوري الفرنسي الدرجة الأولى مع ناديه ليل، بتسجيله سبعة أهداف في 378 دقيقة فقط.

كما يتوفر المغرب على يوسف النصيري، هداف المنتخب الوطني، وإبراهيم دياز، صانع ألعاب نادي ريال مدريد الإسباني، وبلال الخنوس، ونايف أكرد، صمام أمان دفاع «الأسود»،  مشيرين إلى أنه لم يكن هذا العدد من المواهب لدى المنتخب المغربي من أي وقت مضى.

لم يفز المغرب بكأس الأمم الإفريقية منذ عام 1976، أي تسعة وأربعون عاما من الجفاف والإحباط وخيبة الأمل. اللقب الوحيد، الذي انتزعه المغرب في إثيوبيا ضد غينيا، لا يزال يطارد الذكريات. منذ ذلك الحين، لا شيء يُذكر.

 

عامل الأرض.. سلاح حاسم

اللعب على أرضه يُغير كل شيء. وقد أثبت منتخب كوت ديفوار ذلك في عام 2024، برفع الكأس على أرضه. سيخوض المغرب مبارياته على ملاعب جديدة كليا في الرباط والدار البيضاء ومراكش وطنجة وفاس وأكادير.

سيُحفّز المشجعون، وستكون البنية التحتية من بين الأحدث في القارة. قرعة المجموعة الأولى (مالي، زامبيا، جزر القمر) مواتية نسبيا. كل شيء جاهز لـ«أسود الأطلس» لتحويل هذا الوعد إلى لقب. وليد الركراكي، مهندس نصف النهائي التاريخي في كأس العالم بقطر، يعرف كيف يتعامل مع الضغط. أثبت لاعبوه، المصنفون الحادي عشر في تصنيفات «الفيفا»، وأول منتخب إفريقي يتأهل إلى مونديال 2026، قدرتهم على الأداء في المباريات الحاسمة.

لقد فاز المغرب بالفعل في معركة كسب القلوب والعقول. والآن، يبقى تحويل هذا الوعد إلى كأس. حسمت مكاتب المراهنات، التي نادرا ما تخطئ على المدى الطويل، قرارها. الأرقام تتحدث عن نفسها، ستة عشر انتصارا متتاليا، جيل استثنائي من اللاعبين، قاعدة جماهيرية وفية، ومدرب ذو خبرة.

 

«روح العائلة» داخل عرين «الأسود»

يشكل تجانس لاعبي المنتخب المغربي واحدا من أبرز عوامل قوته في البطولات القارية. يمتاز المنتخب الوطني بوجود روابط قوية بين اللاعبين، خلال المرحلة الحالية عكس فترات سابقة، والتي كانت فيها الخلافات سببا كبيرا في غياب التجانس، ما ينعكس على نتائج «الأسود».

ويظهر التفاهم الكبير بين اللاعبين الشباب والقدامى داخل الملعب، هذا التفاهم يظهر بوضوح في سرعة التمريرات الدقيقة، التنقلات المنظمة بدون كرة، والتغطية الدفاعية المتبادلة، مما يقلل من الأخطاء الفردية، ويزيد فعالية الخطوط الدفاعية والهجومية.

الروح الجماعية لا تقتصر على التكتيك فقط، بل تمتد إلى التفاعل النفسي والدعم المعنوي بين اللاعبين، حيث يتحمل كل فرد مسؤولية الفريق بشكل كامل، هذه الانسجامية جعلت من المنتخب المغربي مثل «العائلة» أكثر قدرة على التعامل مع الضغوط الكبيرة خلال المباريات الحاسمة، وتزيد من المرونة في مواجهة الأزمات، مثل فقدان الهدف المبكر، أو مواجهة خصم عنيد، الأمر الذي يُعد عنصرا حاسما في البطولات القارية التي تحسم في لحظات، وأن الروح الجماعية والتجانس التكتيكي يمنحان «أسود الأطلس» قوة إضافية تجعلهم منتخبا صعب التوقع أمامه، ومنافسا دائما على القمة.

 

 

أرقام مرعبة حققها الناخب الوطني مع المنتخب

الركراكي الفارس الذي يرغب في إعادة المجد بعد 49 سنة من الجفاف

يستعد المنتخب المغربي لكرة القدم بقيادة المدرب وليد الركراكي لكتابة فصل جديد في تاريخ كرة القدم الإفريقية، بعد أن أثبت أنه ليس مجرد مدرب عادي، بل عقل تكتيكي قادر على تحويل «أسود الأطلس» إلى قوة يصعب تجاهلها على الساحة القارية. منذ توليه مهمة تدريب المنتخب الوطني قاده الركراكي لتحقيق معدل نقاط مذهل بلغ 2.35 لكل مباراة، ما يعكس سيطرته الكاملة على النتائج وإدارته المثالية للمباريات الصعبة.

إنجازاته العالمية مع المنتخب كانت لافتة، أبرزها وصول المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 بقطر، ليصبح أول منتخب إفريقي وعربي يحقق هذا الإنجاز التاريخي، قبل أن يتوقف عند المركز الرابع، بعد مباراة حماسية أمام فرنسا في دور النصف. هذا النجاح لم يكن مفاجئا، إذ تراكمت خبرته من تجربته مع الأندية المحلية والقارية، خاصة مع الوداد الرياضي، حيث قاد الفريق للتتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا، محققا رؤية واضحة حول إدارة البطولات الكبرى تحت الضغط، وتحويل المباريات إلى انتصارات.

الإحصائيات تكشف قوة أسلوب الركراكي: 71 هدفا سجلها الفريق في 35 مباراة، أي أكثر من هدفين في كل مواجهة، بينما استقبلت شباكه 17 هدفا فقط، مع نسبة انتصارات بلغت 68 في المائة، وهو أعلى معدل لأي مدرب مغربي على الصعيد الدولي. يعتمد الركراكي فلسفة هجومية متوازنة، وتنظيما دفاعيا محكما، وانتقالات سريعة من الدفاع إلى الهجوم، ما جعل فريقه يحظى بإشادة خبراء الكرة حول العالم.

مع اقتراب كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025، يترقب الجميع ما يمكن أن يقدمه الركراكي وفريقه، وسط توقعات واسعة بأن المغرب سيكون من أبرز المنافسين على اللقب القاري. التحديات كبيرة، لكن الأرقام، الانتصارات، وفلسفة اللعب التي ينتهجها الركراكي تؤكد أن المنتخب المغربي ليس مجرد مرشح، بل قوة حقيقية قابلة للتتويج وكتابة التاريخ في أرقى البطولات القارية.

 

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى