
سفيان أندجار
يبدو أن تعاقد نادي الوداد الرياضي لكرة القدم مع حكيم زياش لا يعد مجرد صفقة كروية عادية، بل هو مشروع استثماري متكامل، قد يُحدث ثورة في مداخيل الفريق الأحمر. فالنجم المغربي، الذي يتجاوز عدد متابعيه على «إنستغرام» 11 مليونا، يُمثل علامة تجارية عالمية قادرة على رفع القيمة التسويقية للنادي داخل المغرب وخارجه.
وكشف مصدر مسؤول داخل الوداد أن التقديرات الأولية تشير إلى إمكانية تحقيق النادي عائدات تتراوح بين 50 و90 مليون درهم سنويا من مداخيل غير رياضية مرتبطة باللاعب، تشمل مبيعات القمصان والمنتجات الرسمية، إضافة إلى انتعاش عقود الرعاية والإعلانات. كما يُتوقع أن ترتفع إيرادات المباريات بنسبة قد تصل إلى 20 في المائة، نتيجة الإقبال الجماهيري الكبير على متابعة النجم الجديد، وهو ما تأكد خلال حفل تقديمه، مساء أول أمس الأحد، على هامش مباراة الوداد ضد اتحاد طنجة، لحساب الجولة السابعة من البطولة الوطنية، وسط أجواء احتفالية مميزة وحضور جماهيري قياسي.
ويُعوّل الوداد كثيرا على «تأثير زياش» في جذب رعاة جدد وشركات إعلانية مغربية ودولية، مستفيدا من صورته العالمية وتجربته الاحترافية الطويلة في أوروبا. وبحسب المصدر ذاته، تدرس إدارة النادي الأحمر إطلاق حملات ترويجية ذكية ومتجر إلكتروني موجه إلى الجالية المغربية المقيمة بأوروبا، من أجل تعظيم الفائدة الاقتصادية للصفقة.
ورغم هذه التوقعات الطموحة، يُشير المصدر إلى أن تحقيق العوائد المالية يبقى رهينا بعدة عوامل، أبرزها تأخر تأهيل زياش الذي لن يكون جاهزا للمشاركة، قبل شهر يناير المقبل، ما سيحرم فريق الوداد مؤقتا من الاستفادة الفنية والتجارية من اللاعب. كما حذر من إمكانية تراجع المداخيل، في حال لم تُحسن إدارة النادي الأحمر استثمار هذا التعاقد بالشكل الأمثل.
وفي السياق نفسه، اعتبر محمد أمين بنهاشم، مدرب الوداد لكرة القدم، أن انضمام زياش يمثل إضافة نوعية للفريق، موضحا أن اللاعب «محترف ويعرف أنه أينما ذهب عليه أن ينافس بالعمل ليضمن رسميته». وأضاف في الندوة الصحفية التي تلت مباراة اتحاد طنجة: «المباريات الودية ستُظهر لنا الطريقة المثلى للاستفادة من حكيم، فهو لاعب من طراز رفيع، وعلينا إيجاد أسلوب لعب ينسجم مع خصاله، ليمنحنا الإضافة المرجوة».
وحول المباراة أمام اتحاد طنجة، أوضح بنهاشم أنها كانت «معقدة أمام فريق يضغط عاليا ويدافع بثلاثة لاعبين في الخط الخلفي، ويتوفر على عناصر هجومية قوية مثل الغبرة والبهجة، يقودها صانع ألعاب متمرس هو محسن متولي». وأضاف: «اضطررنا إلى الخروج بسرعة من مناطقنا لتفادي ضغطهم، ونجحنا في خلق فرص عديدة بالشوط الثاني، لكننا لم نحسن استغلالها، بسبب ضغط المباريات، وسنعمل خلال فترة التوقف على تطوير اللمسة الأخيرة».





