حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقارير

وضعية مقابر طنجة تصل البرلمان الإهمال يتسبب في حالة كارثية لمقابر تاريخية  

طنجة: محمد أبطاش

وجه فريق برلماني تقريرا إلى المصالح الوزارية المختصة بخصوص وضعية المقابر بطنجة، وفي مقدمتها مقبرة سيدي بوعراقية التاريخية، التي تحولت إلى فضاء مهجور تنتهك فيه حرمة الموتى، وتغيب عنه أي صيانة أو عناية. وقال الفريق إن هذه المقبرة تقع خلف ضريح سيدي بوعراقية، وتعد من أقدم المدافن الإسلامية في المدينة، حيث ضمت على مر التاريخ رفات علماء طنجة ومقاوميها، إضافة إلى شهداء انتفاضة مارس 1952، وتوقف الدفن فيها رسميا سنة 1965، لتظل شاهدة على ذاكرة تاريخية وروحية مهمة.

وأكد الفريق أن هذه المقبرة تحولت اليوم، بحسب شهادات السكان وزوار المنطقة، إلى مرتع للسكارى والمشردين، وملاذ للمهاجرين غير الشرعيين، كما أصبحت مأوى للقطط الضالة التي تُقدَّم لها بقايا الطعام من المارة، ما حول المكان إلى بؤرة للروائح الكريهة الناتجة عن تعفن الأكل والفضلات البشرية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أضحت المقبرة مطرحا لرمي الأزبال وقوارير الخمر والمخدرات، في مشهد يسيء لحرمة الموتى ويمس بصورة المدينة. وأمام هذه الوضعية الكارثية، طالب الفريق بالكشف عن الإجراءات المستعجلة التي تعتزم الحكومة اتخاذها لإعادة الاعتبار لهذه المقبرة التاريخية، وضمان حمايتها من التدنيس المستمر الذي تتعرض له يوميا.

كما شدد الفريق على أن الإهمال لا يقتصر على مقبرة سيدي بوعراقية فقط، بل يطول عددا من مقابر طنجة التي تعاني من الإهمال وغياب الصيانة الدورية، رغم قيمتها الرمزية والدينية في وجدان السكان. وفي سياق وضعية المقابر، فقد لجأ سكان المدينة أخيرا إلى ارتداء «البلاستيك»، أو ما يعرف بـ«الميكا»، لتغطية أحذيتهم، أثناء عملية دفن ذويهم، نظرا إلى الوضعية المزرية التي تعيش على وقعها مقبرة المجاهدين بالمدينة، خاصة أثناء فترة التساقطات المطرية. واستنكر عدد من المواطنين هذه الوضعية، مطالبين الجهات الجماعية المختصة بالتدخل لإيجاد حل لهذا الأمر، مؤكدين أنه رغم إطلاق نداءات حول هذه الوضعية الكارثية، إلا أن المجالس المتعاقبة لا تأبه أبدا لنداءاتهم، حيث يطالب السكان بتوفير أدنى كرامة، أثناء مرافقة ذويهم إلى مثواهم الأخير، من خلال تبليط المقبرة وإحداث طرقات بداخلها حتى يتسنى القضاء على هذه الوضعية. ويلجأ السكان أحيانا إلى بث صور عبر الشبكات الاجتماعية للفت انتباه السلطات الجماعية الوصية على المقابر، خاصة وأنه تتوصل سنويا بضرائب وراء كل عملية دفن.

وتعرف عدد من المقابر بطنجة غياب الأسوار، وهي من المشاكل العويصة التي لا يتردد الزوار في الكشف عنها، وإعلان حالة من التذمر حول هذا الأمر، حيث إن المقابر المنتشرة على طول محيط مدينة طنجة تفتقد للحماية، وهو ما يجعلها ملاذا للمنحرفين، ومدمني المخدرات. وسبق لوزارة الداخلية أن دخلت على الخط، حيث عبرت في رد برلماني عن استعدادها للمساهمة في إصلاح المقابر، عبر المساهمة بـ50 في المائة من تكلفة الإصلاح، في حين أقرت الداخلية بوجود تقصير جماعي في إصلاح وضعية المقابر، وفي كثير من الأحيان، حسب الوزارة، «لا تليق بالموتى».

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى