حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

لغة الحوار

بعد أيام من الاحتجاجات، التي قادها شباب من «جيلZ » في عدد من مدن المغرب وشهدت انزلاقات خطيرة وجرائم مرعبة، عاد الهدوء نسبيا ليخيم من جديد، ما يعتبر مؤشرا إيجابيا يدل على وعي الشارع المغربي بالمرحلة الحساسة، ورفضه للعنف والتخريب والسعي إلى لغة الحوار الهادئ ومناقشة تفاصيل المطالب المشروعة مع المصالح الحكومية التي أكدت على أن أبوابها مفتوحة رفقة الأحزاب السياسية والإعلام العمومي والمؤسسات الرسمية كافة.

ولا شك أن فتح حوار بين الشباب والحكومة حول تلبية المطالب وفق القوانين والحقوق التي يضمنها دستور المملكة، سيقطع الطريق بشكل نهائي أمام الجهات الخارجية التي تترصد ركوب موجة الاحتجاجات الاجتماعية والتحريض على التخريب والعنف، وسيشكل الأمر، أيضا، فرصة سانحة أمام المؤسسات للعمل على تنزيل المطالب في ظروف مناسبة والاجتهاد في ذلك طبقا للأولويات التي سيتم تسطيرها.

وتبقى مسألة التهدئة والسلمية ومراعاة المصالح العليا للوطن والمشاريع الاستراتيجية الكبرى وتنظيم تظاهرات عالمية وقارية، مسؤولية جماعية وفرصة للإصلاح والتنمية، يبرز من خلالها الشباب المغربي نضجه ووعيه بأهمية المرحلة الراهنة ولمَ لا الاستثمار في هذه الاحتجاجات لتحويلها إلى محرك حقيقي يساهم في خدمة الوطن من داخل المؤسسات.

وطبعا فإن الحوار يجب أن يكون شفافًا، ويؤدي إلى نتائج ملموسة لا مجرد وعود ظرفية أو إجراءات حملاتية، كما يجب على الشباب استيعاب أنه لا يمكن تحقيق التغيير والإصلاح إلا من خلال الالتزام بالمساطر القانونية والمؤسسات، بعيدًا عن منطق الخروج الدائم إلى الشارع أو خطر الإدارة عن بعد بواسطة المنصات الرقمية، خاصة وأن جميع المؤسسات أكدت تلقيها رسالة المحتجين وأبدت الاستعداد للحوار والاستجابة للمطالب.

وتبقى مسؤولية الحكومة ثابتة في طرح برنامج عملي وواضح لمعالجة القضايا المطروحة، أبرزها التشغيل، والصحة والتعليم، والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، كما على الشباب المشاركة في صناعة القرار مؤسساتيا وتحمل المسؤولية في استمرارية التتبع والانخراط الفعلي في الإصلاح.

إن الوقت الآن وقت عمل وتحمل المسؤولية المشتركة في الحفاظ على المصالح العليا للوطن، الذي نعيش تحت ظله تحت شعارنا الخالد الله – الوطن – الملك، والمملكة الشريفة قطعت أشواطا في ترسيخ دولة المؤسسات، ومن يريد العمل من داخلها أبوابها مفتوحة في وجه الجميع، ومشاركة الشباب في صناعة القرار السياسي أصبحت ضرورية وليست ترفا زائدا، وهي رسالة موجهة للأحزاب وجميع الفاعلين في المجتمع لعلهم يفهمون مغزاها جيدا.

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى