حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسياسيةفسحة الصيف

التورط في نشاط “محظور” بعد الباكالوريا والسرية قبل السفر إلى فرنسا للدراسة

مذكرات مولاي المهدي العلوي -6-

يونس جنوحي

مقالات ذات صلة

“نقسم بالله العظيم ألا نعترف بابن عرفة وأن ملكنا الشرعي هو محمد بن يوسف”.

هذا نص القسم الذي قطعه مولاي المهدي العلوي على نفسه مع ثلة من أصدقائه، على رأسهم رفيقه وصديقه “سيدي أحمد الشرقاوي”، عندما تم الإعلان عن تعيين بن عرفة سلطانا للمغرب بعد نفي السلطان سيدي محمد بن يوسف يوم 20 غشت 1953.

لم تكن هذه المرة الأولى التي ينخرط فيها مولاي المهدي العلوي في العمل الميداني للتعبير عن معارضة سياسة فرنسا في المغرب، أو مناصرة مواقف الحركة الوطنية. فقد كان مولاي المهدي قد انخرط سابقا في المظاهرات التي أعقبت وثيقة 11 يناير 1944.

أسرة مولاي المهدي العلوي ساهمت في تشكيل وعيه السياسي. ويحكي أن عمه الراحل كان يؤدي اشتراكا سنويا في صحيفة “المُصور” المصرية، والتي تابع بفضلها تطورات الأحداث السياسية في مصر. أما الوالد، فقد كان يقتني صحيفة “الأطلس” التي كان يصدرها الوطنيون منتصف الثلاثينيات، وكان يحضر وهو طفل، نقاشات والده مع بقية التجار، بخصوص مضامين المقالات.

أما المهدي العلوي نفسه، فقد كان يتشارك مع رفيقه سيدي أحمد الشرقاوي على اقتناء صحيفة “لو موند” الفرنسية التي تعرف بين صفحاتها على كبار الكتاب والصحافيين الفرنسيين، ومهد بشكل مسبق للتعرف على الأجواء السياسية الفرنسية حيث تابع لاحقا دراسته العُليا.

إلى جانب هذا، كان مولاي المهدي العلوي مولعا بكرة السلة، حتى أن انضم لاتحاد الفتح الرياضي في مرحلة الدراسة الثانوية.

يحكي مولاي المهدي العلوي في مذكراته عن مرحلة الاحتقان السياسي في المغرب بعد نفي السلطان، وتوجهه إلى فرنسا لمواصلة الدراسة بعد الباكالوريا:

” في هذه الأثناء، كنتُ رفقة صديقي سيدي أحمد الشرقاوي وعدد من الشباب الآخرين في قيادة المظاهرة التي انطلقت من المسجد، وعبرت أزقة المدينة تحت أنظار جيش الاحتلال الذي لم يتدخل لتفريق المظاهرة. وفي دار الباشا الصبيحي استمرت التعبئة بقراءة اللطيف وترديد الشعارات، فبادرتُ إلى اعتلاء شرفة لأخطب في الجمع، ودعوتُ الحاضرين لأداء القسم التالي: نقسم بالله العظيم، أن لا نعترف بابن عرفة وأن ملكنا الشرعي هو محمد بن يوسف.

لما ردد الجميع القسم ثلاث مرات، انفض الجمع بهدوء حتى لا نمنح العساكر

المحتشدة في الخارج فرصة تعنيف المتظاهرين أو اعتقال بعضهم.

بعد ذلك، علمت أنني أصبحت مطلوبا لبوليس الاستعمار، فقررت، مع صديقي

سيدي أحمد الشرقاوي، التواري عن الأنظار لمدة معينة، حتى يقضي اللّٰه أمرا كان مفعولا، وحتى تنصرف عنا عيون البوليس التي كانت بالمرصاد لكل من تنبعث منه رائحة الوطنية، مهما بلغ عمره.

بعد شهرين من السرية، قررت المغادرة مع صديقي سيدي أحمد الشرقاوي

لمتابعة الدراسة في فرنسا، وذلك بعد حصولي على جواز السفر بتدخل من أحد أصدقاء والدي السيد عبد الرحمان الكتاني الذي كان يشغل، آنذاك، منصبا إداريا في دار المخزن.

في هذه الفترة، كان اهتمام الطلاب منحصرا في تتبع ما يموج من حركات تحررية في العالم، وكنا نتابع ما يجري من حولنا باهتمام، ونُقبل بنهم على كل ما يُكتب في هذه المرحلة في الصحافة الوطنية والدولية، وكنا معجبين ببعض الأقلام التي كانت تنشط في جريدة العلم المغربية ومن بينهم عبد الكريم غلاب وعبد المجيد بن جلون وقاسم الزهيري، وقد كان، رحمه الله، صحافيا متميزا. وكنت حريصا على اقتناء نسختي اليومية من هذه الصحيفة وإحضارها معي إلى حصة القراءة الجماعية التي كنت أعقدها مع رفاقي قبل وصول المدرس وبداية الحصة الصباحية الأولى”.

مر شهران تقريبا على نفي السلطان محمد بن يوسف.. وفي ليلة 9 أكتوبر 1953، تسلل مولاي المهدي العلوي إلى بيت العائلة -بحكم أنه كان مختفيا عن الأنظار حتى لا يعتقله البوليس الفرنسي في الرباط- وهم بإعداد حقيبة السفر، ومغادرة المغرب بحرا صوب فرنسا لاستكمال الدراسة العُليا.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى