
النعمان اليعلاوي
تشهد مدينة تمارة في الآونة الأخيرة وضعا بيئيا مقلقا، بعدما غزت النفايات والأزبال شوارع وأزقة عدد من أحيائها السكنية، في مشهد غير مسبوق أثار استياء السكان، وخلف موجة من الانتقادات الموجهة إلى المجلس الجماعي الذي يترأسه زهير الزمزامي، عن الأحرار.
وعبرت جمعيات مدنية محلية عن استنكارها للأوضاع المتردية التي تعرفها المدينة، من خلال توجيه عشرات الشكايات إلى السلطات والمجلس الجماعي، تنبه فيها إلى «خطر كارثة بيئية محدقة»، نتيجة تكدس النفايات في الشوارع العامة والمناطق السكنية، وتفاقم الروائح الكريهة، وانتشار الحشرات والكلاب الضالة، ما يشكل تهديدا مباشرا لصحة السكان وسلامتهم.
وفي السياق ذاته، حملت الجمعيات المجلس الجماعي المسؤولية الكاملة عن هذا الوضع، متهمة إياه بـ«العجز عن مواكبة حاجيات المدينة، في ظل غياب رؤية تنموية واضحة، وتراجع حاد في الخدمات الجماعية». ووصفت هذه الجمعيات الوضع البيئي في المدينة بأنه «انعكاس لفشل تسييري واضح من لدن السلطات المنتخبة».
وفي خلفيات هذا الوضع، تكشف وثائق صادرة عن الدورة الأخيرة لمجلس جماعة تمارة عن توقيع اتفاقية تدبير مفوض جديدة مع شركة «أوزون تمارة- برو»، تتولى بموجبها هذه الأخيرة جمع النفايات وكنس الشوارع والمناطق العمومية لمدة سبع سنوات، مقابل مبلغ سنوي يفوق 50 مليون درهم (ما يعادل 5 مليارات سنتيم)، مع التزام باستثمارات إضافية تصل إلى 70 مليون درهم سنويا.
وتمت المصادقة على الاتفاقية بتاريخ 8 أبريل الماضي، في سياق تجديد الثقة في الشركة نفسها التي تدبر القطاع بعدد من مقاطعات العاصمة الرباط وجماعة سلا، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها، في ظل ما تشهده تمارة حاليا من اختلالات في تدبير قطاع حيوي مثل النظافة.





