
سطات: مصطفى عفيف
اهتزت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسطات، بحر الأسبوع الماضي، على فضيحة مدوية بعد تداول مقاطع صور وفيديوهات توثق لعدد من التلاميذ داخل فرعية مدرسة أولاد عيشي لجماعة دار الشافعي، في وضع تربوي مقلق بعدما وجدوا أنفسهم مضطرين لمتابعة دروسهم في العراء، في ظل البرد القارس وفي ظروف لا تليق بمؤسسة تعليمية يفترض أن توفر الحد الأدنى من شروط الدراسة الآمنة. وهي وضعية كشفت عن مجموعة من الاختلالات في المنظومة التربوية بالإقليم وعرت على واقع ظل مسكوتا عنه وكذا عن ضعف تدبير القطاع بالإقليم.
وكشفت الصور ومقاطع الفيديو التي تم تداولها على نطاق واسع، عبر منصات التواصل الاجتماعي، النقاب عن حجم الاختلالات داخل واحدة من المؤسسات التعليمية المنتشرة بتراب إقليم سطات، وخاصة منها المتواجدة بالعالم القروي، ومدرسة أولاد عيشي بجماعة دار الشافعي نموذج لوضعية المرافق الصحية المتسخة، وانتشار الحشرات والديدان في مشهد يعكس انهيار البنية التحتية وغياب الصيانة، ويجعل المدرسة غير مؤهلة لاستقبال الأطفال. وهو وضع يكشف زيف شعارات وزارة التربية الوطنية التي روجت لـ«المدرسة الرائدة» و«الإصلاح العميق» و«النهضة التربوية»، ويعكس حجم الإهمال من طرف مدبري الشأن التربوي بالإقليم الذين طالما أغرقوا منصات التواصل الاجتماعي بصور لخرجاتهم وزياراتهم لبعض المؤسسات التعليمية التي تحظى باهتمام من أجل الظهور بحسن التدبير.
وطرح مشكل مدرسة أولاد عيشي مجموعة من التساؤلات عن المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بسطات، الذي أصبح مطالبا بفتح تحقيق في هذه الفضيحة والتدخل في إطار الاستعجال لتأهيل المؤسسة التعليمية قبل وقوع الكارثة لحماية الأطفال وضمان تعليمهم في بيئة آمنة وكرامة كاملة.
هذه الفضيحة تطرح أكثر من تساؤل حول دور السلطات المحلية والمدير الإقليمي، خاصة وأن هذا الوضع كان موضوع عدة رسائل تقدمت بها الساكنة ودقت من خلالها ناقوس الخطر حول تفاقم خطر قاعات الدروس بفرعية أولاد عيشي، آخرها رسالة بتاريخ 16/04/2025 توصلت بها مصالح المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسطات من طرف عدد من السكان، طالبوا فيها المسؤول عن قطاع التربية الوطنية بالإقليم بالتدخل، مؤكدين، في الرسالة نفسها (التي حصلت «الأخبار» على نسخة منها)، أن البنايات المشكلة لقاعات الدروس بالفرعية المذكورة من نوع البناء المركب والتي يصل عمر أقدمها إلى أكثر من 40 سنة، إذ ظهرت عليها، في السنوات الأخيرة، أعراض القدم والتلاشي ما تسبب في مجموعة من الحوادث هددت صحة وسلامة مستعمليها من المتعلمين والعاملين بالمؤسسة، بعد تسرب الأمطار من السقوف وتصدعات الجدران، وسقوط عريضة خشبية كبيرة وتطاير أجزاء سقف أحد الأقسام بسبب الرياح القوية، وسجلت الرسالة نفسها تسلل الزواحف والعقارب من فراغات السقوف مع ارتفاع درجات الحرارة.
وأضاف السكان أن هذه الحوادث تسببت للمتعلمين أحيانا في نوبات الحساسية إلى جانب الخوف من تهدم الأقسام على رؤوسهم وعدم الشعور بالأمان، ناهيك عن التأثير على تحصيلهم الدراسي، ما تسبب لآبائهم وأولياء أمورهم في قلق وخوف على سلامتهم الصحية والجسدية.





