
الأخبار
تتواصل حالة الاستنفار القصوى وسط كل الأجهزة الأمنية من أجل إيقاف مالكي شحنة المخدرات الضخمة التي جرى حجزها، الأحد الماضي، بكل من مدينتي بوسكورة وآسفي من طرف عناصر الدرك الملكي والجمارك.
وأفادت مصادر موثوق بها بأن عناصر الدرك الملكي المكلفة بالبحث في هذه القضية تقترب، بتنسيق مع أجهزة أمنية موازية وفرق تقنية بالقيادة العليا للدرك الملكي بالرباط، من فك كل الألغاز والملابسات المرتبطة بمصدر هذه الشحنات الضخمة من مخدر الشيرا، التي تم حجزها بنواحي بوسكورة ومنطقة أحد حرارة ضواحي آسفي، كما تقترب الأبحاث من تحديد هويات مالكي هذه المخدرات، بناء على تحريات أمنية وتقنية دقيقة تنجزها الفرق المحلية، بتنسيق مع عناصر الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية التابعة لجهاز الدرك الملكي بالرباط.
وكان تدخل نوعي مشترك بين مصالح الجمارك والدرك الملكي أسفر، ليلة الأحد الماضي، عن حجز أكثر من 35 طنا من الشيرا، موزعة على 5 أطنان ببوسكورة و30 طنا ونصف الطن بمنطقة أحد حرارة باقليم آسفي.
وأفادت مصادر مطلعة بأن عناصر من الجمارك التابعة للمديرية الإقليمية بآسفي نجحت، مساء الأحد الماضي، بتنسيق مع رجال الدرك الملكي، في مداهمة مستودع كبير بالجماعة الترابية أحد حرارة بإقليم آسفي، حيث وضعت يدها على كمية ضخمة من المخدرات المعدة للتهريب الدولي.
وأسفرت عمليات التفتيش عن العثور على ما يقارب 30 طنا و550 كيلوغراما من الشيرا معبأة في 750 رزمة، وثلاث شاحنات إحداها محملة برزم المخدرات، وثلاثة زوارق مطاطية، ومحركات نفاثة، وكميات مهمة من البنزين كانت مهيأة للاستعمال في عمليات التهريب البحري.
وهرع الى عين المكان كبار مسؤولي الدرك الملكي والإدارة الترابية المحلية، معززين بمركبات تابعة للدرك الملكي، من أجل قطر الشاحنات المحجوزة وباقي المعدات، فضلا عن كمية المخدرات الضخمة التي تم نقلها الى مقر إدارة الجمارك، في انتظار إخضاع عينة منها للبحث، من أجل تحديد مصدرها وملابسات نقلها وتخزينها بهذه المنطقة، وسط توقعات بأنها كانت على وشك تهريبها الى الخارج عبر سواحل آسفي التي باتت ملاذا للبارونات وشبكات المخدرات إلى جانب سواحل الجديدة، وهو ما يبرر كثافة التدخلات الأمنية بالمنطقة التي أطاحت بعشرات البارونات، خلال السنتين الأخيرتين، وأسفرت عن حجز كميات كبيرة من المخدرات بكل أنواعها بهذه المناطق.
وضمن تفاصيل التدخل الثاني الذي أسفر عن حجز أكثر من خمسة أطنان من مخدر الشيرا، تمكنت عناصر كوكبة الدراجات النارية التابعة للدرك الملكي بمحطة الأداء بوسكورة من إحباط محاولة تهريب كبيرة من المخدرات، حيث حجزت 5 أطنان من مخدر الشيرا كانت مخبأة داخل صهريج شاحنة أسمنت، كانت متجهة نحو آسفي.
وأكدت مصادر موثوق بها أن هذه العملية تمت خلال مراقبة روتينية بمحطة الأداء، حين أثار ارتباك سائق الشاحنة انتباه قائد دورية الدرك، ما دفعه الى إيقاف الشاحنة وركنها من أجل القيام بإجراءات التفتيش، إلا أن سائقها امتنع عن التوقف، وواصل السياقة، ما أكد شكوك الدركيين الذين اضطروا إلى إطلاق عيارات نارية من السلاح الوظيفي للدركيين الدراجين، استهدفت عجلات الشاحنة، حيث تم توقيفها، فيما نجح سائقها ومرافقه في الفرار، عبر سيارة خفيفة كانت ترافق شاحنة المخدرات في هذه الرحلة المغامرة، وقد تم توقيفها على بعد حوالي كيلومترين من مركز المراقبة.
وأفادت المصادر ذاتها أنه بعد تفتيش الصهريج الأسمنتي، عثرت العناصر الدركية على رزم كبيرة من مخدر الشيرا معدة للتهريب الدولي، بلغ وزنها الإجمالي خمسة أطنان.
وحل بعين المكان كل من قائد سرية بوسكورة والقائد الجهوي للدرك الملكي بالدار البيضاء، فيما تمت إحالة مجريات البحث والتحقيق على عناصر المركز القضائي ببوسكورة، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بتنسيق مع الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية التابعة للقيادة العليا للدرك الملكي، وذلك من أجل البحث في الملف، واعتقال السائق ومرافقه، حيث لاذا بالفرار مستغلين الظلام.
وأفادت مصادر “الأخبار” بأن هذه التدخلات الأمنية تندرج في إطار الجهود المتواصلة لعناصر الأمن الوطني والدرك الملكي بولاية الدار البيضاء، وإقليمي آسفي والجديدة، وكذا منطقتي النواصر وبوسكورة، وذلك من أجل التصدي لأنشطة شبكات المخدرات ومحاولات تهريبها.





