
النعمان اليعلاوي
تحولت بعض شوارع سلا إلى مراحيض عمومية مفتوحة في الهواء الطلق، في مشهد يختزل معاناة مدينة بأكملها مع غياب المرافق الصحية الأساسية. فعلى مستوى شارع الصحراء بحي السلام، وبالضبط بجانب القاعة المغطاة الرياضية التي تستقبل يوميًا مئات الشباب واليافعين، ينتصب مشهد صادم يكشف حجم الإهمال، حيث غدت جوانب القاعة غارقة في البول والفضلات، وكأنها «مرحاض عمومي» غير مسيّج، على مرأى ومسمع من الجميع.
الأدهى أن هذا الفضاء يوجد على بعد أمتار قليلة من مدرسة محمد القاسمي الابتدائية، ما يجعل المئات من التلاميذ يمرون يوميًا أمام هذا المنظر المقزز والروائح الكريهة، معرضين لخطر الأمراض المرتبطة بالتلوث البيئي وضعف النظافة.
ويشير عدد من سكان الحي إلى أن الغياب شبه التام للمراحيض العمومية بسلا، خاصة في المناطق المكتظة على غرار حي السلام، دفع بعض المواطنين إلى قضاء حاجاتهم في الأماكن العامة، دون وعي بخطورة هذه السلوكات على البيئة والصحة العامة، الأمر الذي جعل من شوارع المدينة بؤرًا للتلوث والروائح الكريهة ومصدرا محرجًا للزوار والمارة.
ويرى فاعلون محليون أن هذه الظاهرة تكشف فشل السياسات الجماعية في تدبير الفضاء العمومي والخدمات الحضرية، خصوصًا في ما يتعلق بتوفير مرافق النظافة الضرورية في الأحياء الكبرى، حيث لا يمكن الحديث عن «مدينة نظيفة» في غياب أبسط مقومات الكرامة الإنسانية، المتمثلة في وجود مراحيض عمومية نظيفة وآمنة، فضلا عن أن تفاقم المشكلة يعكس ضعف الوعي المدني لدى بعض السكان الذين يساهمون بسلوكهم في تلويث محيطهم، في غياب حملات توعية حقيقية تكرّس ثقافة احترام الفضاء العام والمسؤولية المشتركة.
ويناشد سكان حي السلام السلطات المحلية والمجلس الجماعي التدخل العاجل لإيجاد حلول عملية، عبر تنظيف المنطقة بشكل مستمر، وإحداث مراحيض عمومية مجهزة، وإطلاق حملات تحسيسية حول النظافة والحفاظ على البيئة، حمايةً لصحة الأطفال وصونًا لصورة المدينة.





