حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرثقافة وفنفسحة الصيف

مايا نجلة المحجوبي أحرضان.. جرعة فن التواصل

ولد المحجوبي أحرضان سنة 1921 بمنطقة ولماس في الأطلس المتوسط، درس الابتدائي في مركز ولماس، وانتقل إلى مدينة أزرو لاستكمال دراسته الثانوية، ومنها التحق بالمدرسة العسكرية «دار البيضا» بمكناس، والتي تخرج منها سنة 1940 برتبة ضابط.

مقالات ذات صلة

في سنة 1949، عين قائدا على مركز ولماس، كما شارك كضابط في الكفاح من أجل استقلال المغرب، وكان عضوا بالمجلس الوطني للمقاومة.

 

«الزايغ».. من الأطلس المتوسط إلى قمة السلطة

بعد حصول المغرب على استقلاله، عين ابن الأطلس المتوسط عاملا على إقليم الرباط. وفي سنة 1957، أسس إلى جانب الدكتور عبد الكريم الخطيب الحركة الشعبية، وتقلد منصب الأمين العام للحزب، ثم وزيرا للدفاع الوطني ما بين 1961 و1964. في 21 مارس 1963، شارك أحرضان في تأسيس جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية. وفي أكتوبر من السنة نفسها، انتخب عضوا في مجلس المستشارين (إقليم الرباط). وفي غشت 1964، عين وزيرا للفلاحة، ثم وزيرا للفلاحة والإصلاح الزراعي في يونيو 1965.

في الفترة الممتدة بين فبراير 1966 ومارس 1967، عين المحجوبي وزيرا للدولة مكلفا بالدفاع الوطني. وفي فاتح مارس 1977 عين وزير دولة، كما عين وزير دولة مكلف بالبريد والمواصلات، ثم وزير دولة مكلف بالتعاون في نونبر 1981. وفي 30 نونبر 1983، عين أحرضان وزير دولة، وعين كذلك عضوا بالمجلس الوطني للأمن سنة 1979، كما كان عضوا بمجلس النواب منذ 1977. وفي دجنبر 1980، عين عضوا بمجلس الوصاية. وخلال المؤتمر الاستثنائي للحزب المنعقد، يومي 4 و5 أكتوبر 1986، أعفي من مهامه كأمين عام للحركة الشعبية.

في يونيو 1991، أسس حزبا جديدا أسماه «الحركة الوطنية الشعبية» الذي تقلد به منصب الأمين العام. وفي يونيو 1997، فاز أحرضان في الانتخابات البلدية.

في يوم الأحد 15 نونبر 2020، توفي المحجوبي بأحد مستشفيات العاصمة، عن عمر يناهز 100 سنة، بعد معاناة مع المرض.

 

ميراي.. فرنسية زرعت الفن ببيت عسكري

ارتبط المحجوبي أحرضان بـ«ميراي دوكاسكيت»، وكان يطلق عليها اسم مريم، إلى أن نسي الجميع الاسم المدون في الوثائق الرسمية. نسجت الفتاة الفرنسية علاقة عشق مع هضاب وروابي الأطلس المتوسط، إلا أن عشقها الكبير هو الفن بكل تلاوينه، سينما وطرب ورقص وفن تشكيلي، إذ كانت ملهمة المحجوبي أحرضان، وهي من دفعته دفعا إلى وضع الرشاش جانبا وحمل الفرشاة، كما لعبت دورا كبيرا في تقريب وجهات نظر زوجها مع نخبة من الفنانين والمثقفين والإعلاميين والسياسيين.

حكاية زواج المحجوبي من الفرنسية ميراي كانت حاضرة في مذكرات هذا الأخير، حين قال إنه أثناء سفره إلى مدينة نيس الفرنسية، كضابط في الجيش الفرنسي، خلال الأربعينيات، حضر حفلا للضباط بأحد فنادق المدينة، وهناك تعرف على والد ميراي دوكاسكيت، الذي كان يشغل منصب كولونيل بالجيش الفرنسي. بعد ذلك ذهب لمقابلتها بباريس، حيث كانت تمارس الرقص، وتم التعارف، وتلك بداية المغامرة. بعد مدة قصيرة زارت ميراي المغرب بدون إخبار والديها.

يقول أحرضان، في مذكراته: «كان قد تقرر إرسالي إلى الهند الصينية للتفريق بيننا، ولكي أتجنب هذا الخيار قررت الزواج على الطريقة الإسلامية، وقدمت طلبا بالموافقة على الزواج فحصلت عليه، وحتى أتخلص من رحلة عسكرية إلى الهند الصينية تصنعت المرض واستفدت من رخصة طويلة المدى».

ماتت زوجة المحجوبي أحرضان، مؤسس الحركة الشعبية، وعضو جيش التحرير، توفيت صباح يوم الثلاثاء 3 مارس 2015 في مستشفى بالرباط، وشيعها آلاف سكان الأطلس، حيث دفنت في مقبرة ولماس بالقرب من قبر ابنها سليم، بناء على وصيتها.

أسلمت ميراي دو كاسكيت، الروح إلى بارئها، بعد أن قضت إلى جانب زوجها أكثر من 70 سنة، أنجبا أوزين، ويوسف، ومايا وسليم.

 

أوزين ومايا في خندق الحركة الأمازيغية

رغم أن أوزين أحرضان، نجل المحجوبي، كان أكثر حضورا على المستوى الإعلامي سياسيا، إلا أن باقي الإخوة كان لهم حضور في عوالم أخرى بعيدا عن مربع السياسيين، ولا يظهر لهم أثر إلا في الحملات الانتخابية حين يساندون والدهم، أو شقيقهم أوزين، الذي ظل إلى حين وفاته يناضل من أجل تأسيس حزب جديد، رفقة الوزير السابق سعيد أولباشا، صديق عائلة أحرضان، لكن المحاولة التي تكررت مرتين لم تنجح، بعد فشل تنظيم مؤتمر استثنائي باسم الحركة التصحيحية لحزب الحركة الشعبية، وبعد تعثر تأسيس حزب جديد باسم الحركة الشعبية الأصيلة، بسبب رفض تسلم الوثائق الجديدة من طرف وزارة الداخلية التي أعادت الملف إلى أوزين دون إبداء أي ملاحظة، رغم أن ابن المحجوبي أحرضان كان في مواجهة أوزين ومحند وكان يردد عباراته الشهيرة: «لا معنى من وجود حزب أمازيغي في أرض أمازيغية»، بالرغم من إشرافه على إدارة صحيفة أمازيغية واختراعه للعلم الأمازيغي.

قطعت عائلة المحجوبي أحرضان علاقتها بامحند العنصر ومحمد أوزين، وراهنت على الخروج من جلباب حزب كان أحرضان يتبناه كأحد أبنائه.

 

مايا تختار الريشة والتواصل المؤسساتي

مايا أحرضان كانت لها رؤية أخرى للحياة، فلم تجعل من السياسة عالمها ككل الفتيات، تتأبط تارة دميتها وتنشغل بالرسم في ورشة والدتها مريم، وتمني النفس بمسار بعيد عن هوس السياسة، وفي دراستها الجامعية اهتمت بالتواصل دون أن تكون ناطقة رسمية باسم حزب والدها، بل دخلت الوظيفة العمومية كمستشارة في ديوان وزير الطاقة والمعادن مهتمة بالجانب التواصلي، لقدرتها الفائقة على تبليغ المعلومة بدقة وبكل اللغات.

وكانت مايا قد اشتغلت كمستشارة لشقيقها أوزين حين كان مديرا لجريدة «تيدمي»، باعتباره أحد نشطاء الكونغرس العالمي الأمازيغي، فضلا عن كونه واحدا من المرافعين عن الحركة الأمازيغية بالمغرب، لكن تجربتها الإعلامية لم تدم طويلا واختارت العمل في مجال التواصل المؤسساتي، وهو المنصب الذي ظلت فيه إلى أن اعتزلت الوظيفة العمومية، بسبب المرض الذي ألم بوالدها، حيث رافقته في أيامه الأخيرة.

ومن المفارقات الغريبة أن تحط غيمة الحزن على بيت أحرضان، مايا أحرضان، نجلة الزعيم السياسي الراحل المحجوبي أحرضان، مؤسس حزب الحركة الشعبية، تسلم الروح إلى بارئها، وذلك بعد أقل من شهرين من رحيل شقيقها الناشط الأمازيغي أوزين أحرضان، هذا الأخير الذي غيبه المرض عن الساحة السياسية، ودفن معه مشروع الحركة التصحيحية لحزب «السنبلة».

مات أوزين بعد سنتين عن وفاة والده المحجوبي أحرضان، وماتت مايا بعد وفاة أوزين بحوالي شهرين.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى