
النعمان اليعلاوي
يعيش سكان حي أكدال بالرباط، منذ أسابيع، على وقع معاناة يومية بسبب الأشغال الجارية بشارع فال ولد عمير، قرب ساحة أبو بكر الصديق، في إطار مشروع يروم إحداث مرأب تحت أرضي وتوسيع فضاء الساحة المذكورة. هذه الأشغال، التي انطلقت فعلياً أخيراً ضمن مشروع يُتوخى منه التخفيف من ضغط مواقف السيارات وتنظيم الوقوف العشوائي، أصبحت مصدر تذمر متزايد في أوساط السكان والتجار على حد سواء، بفعل آثارها الجانبية المزعجة.
ويشتكي عدد من السكان من الانغلاق شبه التام لمحيط الورش، الذي أدى إلى اختناق مروري حاد، وصعوبة بالغة في الولوج إلى المنازل والإقامات المجاورة، خصوصاً بالنسبة للراجلين وكبار السن. كما يخيم على الأجواء المحيطة بالمكان ضجيج الآليات، والغبار الكثيف، وانبعاثات مزعجة تؤثر سلباً على جودة الحياة اليومية.
من جهتهم، عبّر عدد من أصحاب المحلات التجارية والمقاهي عن تراجع كبير في الإقبال على محلاتهم، بسبب انقطاع حركة السير وصعوبة الولوج، وهو ما خلف خسائر مالية معتبرة وصفها بعضهم بـ”المقلقة”، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية التي لا تزال ترخي بظلالها على شريحة واسعة من التجار الصغار والمتوسطين.
ورغم أن الجهات المشرفة على المشروع تؤكد أن هذه العملية ستُسهم في تنظيم وقوف السيارات وتحسين الفضاء العمومي ضمن مشاريع “الرباط مدينة الأنوار”، إلا أن مدة الإنجاز المعلنة، والمحددة في أربعة أشهر فقط، أثارت شكوكا لدى السكان، التي ترى أن مثل هذه المشاريع عادة ما تستغرق فترات أطول، خصوصاً حين يتعلق الأمر بأشغال حفر معقدة في منطقة سكنية حيوية.
ويأمل السكان في أن تُتخذ إجراءات استعجالية للتخفيف من وطأة الأشغال الجارية، سواء عبر تحسين ظروف الولوج، أو تقليص الضجيج والانبعاثات، إلى حين انتهاء المشروع الذي لا يزال يثير الكثير من الجدل في الشارع الرباطي.