طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة داهمت، الجمعة الماضي، مستودعا لتخزين مواد تستعمل في مخدر غاز الضحك، وعملت في هذا الجانب على اعتقال ستة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 29 و41 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهم في حيازة وترويج غاز “أكسيد النتروس”، الذي يشتبه في إساءة استعماله في عمليات التخدير.
وجرى إيقاف المشتبه فيهم خلال عملية أمنية جرى تنفيذها بحي “العوامة” بمنطقة بني مكادة بطنجة، قبل أن تسفر عملية التفتيش المنجزة بمستودع يستغله الموقوفون بالمنطقة نفسها عن حجز 1104 قنينات من سعة 640 غراما من هذه المادة التي يتم استعمالها في التخدير عوض مجالات استعمالاتها الأصلية، فضلا عن حجز سيارة خفيفة ومبلغ مالي من عائدات هذا النشاط الإجرامي.
وتم الاحتفاظ بالمتهمين تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة إلى كل واحد منهم، وتحديد باقي الامتدادات المحتملة لهذا السلوك الإجرامي.
ومن شأن التحقيقات التي ستخضع لها هذه الشبكة أن تكشف عن تفاصيل أوفى بخصوص كيفية إعداد هذه المخدرات، أو الطرق التي يتم بها إدخال المواد المحظورة في هذا الجانب إلى مدينة طنجة، مما قد يكشف عن مفاجآت حول هذا الملف.
وتقوم المصالح الأمنية بمجهودات كبيرة لمواجهة غزو غاز الضحك لبعض أحياء طنجة، بعد أن تبين أن بداية ترويجه كان من طرف بعض مقاهي “الشيشة” بالمدينة، حيث قامت هذه المصالح أخيرا بضبط كميات من قنينات غاز الضحك، وأكياس بالونات تستعمل داخل مقاهي “الشيشة”.
ويعتبر هذا المخدر الجديد من أخطر المخدرات التي تغزو عاصمة البوغاز، حيث يتم العثور بشكل يومي على قنينات منه قرب الشواطئ وغيرها، إذ يسبب هذا الغاز هستيريا من الضحك، غير أن مخاطره تكمن في كونه يسبب الإغماء في أية لحظة، أو سكتة قلبية للمصابين بأمراض تصلب الشرايين، كما أنه ينتشر في أوساط المراهقين، وسط مخاوف من أن يصل إلى قلب المؤسسات التعليمية، وهو ما دفع هولندا أخيرا إلى منعه، باعتباره من المواد المحظورة في البلاد، بسبب نسبة الوفيات في صفوف اليافعين، نتيجة استعماله في ظروف تخديرية واضحة.