شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

أنا المدرب المغربي الوحيد الذي لم يساهم في سقوط أي فريق أشرف على تدريبه

مانسيناكش :مصطفى الشريف (مدرب الوداد سابقا)

حسن البصري

تدخلك العنيف في مباراة العراق كان رد فعل على حركة استفزازية..

أي استفزاز لفظي يؤدي إلى عنف مضاد، خاصة في مباراة يكون فيها الدم «سخون». لاعب منتخب إيطاليا السابق، ماركو ماتيرازي، كشف عن الكلمات المستفزة التي قالها للاعب المنتخب الفرنسي زين الدين زيدان في نهائي كأس العالم 2006، والتي أدت إلى النطحة الشهيرة، التي تورط فيها الأخير ليطرد من المباراة. قال اللاعب الإيطالي، الذي اعتبرناه ضحية لتهور زيدان، في أحاديث للصحافة، إن زين الدين عرض عليه قميصه في نهاية المباراة، فرد عليه ماتيرازي: «أنا أفضل أختك». فكان من الطبيعي أن يحصل عنف مضاد، الجمهور لا يرى الفعل ولكنه يندد برد الفعل.

هل مارس أبناؤك الكرة؟

من الأخطاء التي ارتكبتها في حياتي مدربا إبعاد أبنائي عن محيط كرة القدم ومساعدة الآخرين على ممارسة الكرة. أذكر أن مدرب الوداد فئة الفتيان سلم ابني القميص الرسمي قبل إحدى المباريات، وكنت حينها مديرا تقنيا للوداد، دخلت مستودع الملابس ونزعت قميص ابني ومنحته للاعب آخر، وطلبت من المدرب وضع ابني في الاحتياط. كان قراري هذا فيه اندفاع وإيثار، لكن ابني غضب أشد الغضب أمام زملائه، خاصة وأنني سلمت قميصه للاعب آخر، ما اعتبره إهانة له فغادر مستودع الملابس إلى الأبد، منذ ذلك الحين قاطع الوداد وتابع دراسته. ما قمت به أمام اللاعبين والمدرب يدل على رغبتي في إعطاء الفرصة للآخرين وتجنب القيل والقال. خلال فترة تدريبي للوداد لم أكن أعرف آباء اللاعبين، بل كانت معرفتي محصورة في أبنائهم، لا أعرف والد الداودي أو الشبوكي، أو بويبوض أو صابر، أو أبرامي أو العلالي أو المستوري، وغيرهم من اللاعبين.

هل تنطبق مقولة «مطرب الحي لا يطرب» على مجال التدريب في المغرب؟

تدرجت مدربا في جميع الفئات العمرية، قضيت 15 سنة لاعبا وحملت شارة العمادة سنوات وكنت لاعبا أساسيا. عززت تجربتي بتكوين معمق في مجال التدريب بجامعة لايبزيغ الألمانية، وتحديدا في كلية العلوم الرياضية، هذا الصرح التكويني العريق المعروف بتكوين المدربين عبر العالم، حيث تستغرق الدورة التكوينية سنة كاملة. هناك من قضى أسبوعا في التكوين ونال شهادة تدريب ألف أو باء، وهناك من حصل على شهادة تدريب صنف ألف دون أن يمارس كرة القدم أصلا، أو بلغة «الكوايرية» «مادارش حتى توش»، وهناك من وجد نفسه مدربا بالصدفة دون أن تكون له تجربة ميدانية لاعبا في فريق ينافس على الألقاب. قضيت 15 سنة لاعبا وسنوات في مجال التدريب وعززت التجربة الميدانية بتكوينات في مراكز تكوين عالمية في لايبزيغ الألمانية بمنحة دراسية مخصصة من طرف وزارة الشباب والرياضة، رفقة الإطار الوطني امحمد فاخر، وفترة تكوين في نانت ثم كلير فونتين. للأسف ألمانيا اعترفت بي مدربا ولم يعترف بي بلدي.

راكمت تجربة ميدانية تستحق أن يستفيد منها الجيل الحالي..

ربما أنا الوحيد من بين المدربين الذي أملك رقما قياسيا، وهو أنني لم أساهم في سقوط أي فريق من الفرق التي دربتها إلى القسم الثاني. في رصيدي تجارب عديدة، بدءا من فريقي الأم الوداد البيضاوي، الذي دربته سبع مرات منذ سنة 1987، دربت اتحاد طنجة سنة 2004 وكان مهددا بالنزول فأنقذته، دربت شباب المسيرة في القسم الأول، أشرفت على تدريب حسنية أكادير. وعلى مستوى الدرجة الثانية، لازالت بصماتي حاضرة في فرق من قبيل الاتحاد البيضاوي واتحاد الفقيه بن صالح الذي وصل معي إلى نصف نهائي كأس العرش، إضافة إلى مهمة مدير تقني لفريق الراسينغ البيضاوي. بكل هذا الرصيد الكروي لا تجد مخاطبا بينما تعطى عشرات الفرص لمدربين ومحللين لا رصيد لهم.

لماذا لم تغادر الوداد بعد انتهاء ولاية الرئيس أكرم؟

عاش الوداد على وقع أزمة داخلية، بعد أن عرفت رئاسة الفريق تقاطبا، بعد عزم عبد الإله أكرم على ترك الفريق بعد سبع سنوات من التسيير. كان علي أن أمسك الأمور التقنية، لكن هناك من ساهم في تكريس الأزمة حتى ينقض على الفريق. لقد حافظت على شخصيتي ووضعت كرامتي فوق كل المساومات، لا يمكن أن أتغير بعد تغيير رئيس، فالشريف هو الشريف. البعض يطالبني باستبدال شخصيتي بشخصية مرنة، أنا والدي صحراوي الأصول من منطقة محاميد الغزلان، رباني على الرجولة والشهامة والاستقامة، يمكن أن أكتفي بثلاث ثمرات وكوب حليب وأنام مرتاح البال، أنا لا أستجدي أحدا ولن أغير نمط تفكيري وتفاصيل شخصيتي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى