
النعمان اليعلاوي
عبّرت فعاليات جمعوية بسلا عن استيائها العميق من التدهور المتواصل الذي تعرفه عدد من الحدائق والمساحات الخضراء، حيث تحوّلت هذه الفضاءات العمومية، التي كان يُفترض أن تُشكّل متنفسًا بيئيًا وسياحيًا للسكان، إلى مناطق مهجورة تغمرها الأزبال وتفتقد لأبسط شروط العناية والصيانة.
وفي هذا السياق، أكدت مراسلات وجهتها جمعيات إلى السلطات المحلية والمجالس المنتخبة أن العديد من هذه الحدائق «أصبحت مرتعًا للمنحرفين، بعدما غابت عنها المراقبة الدائمة وأعمال الصيانة المنتظمة، ما حوّلها من فضاءات للراحة إلى بؤر للعنف والانحراف، وسط تراجع واضح لمستوى التدبير المحلي». وطالبت الجمعيات بـ«تدخل عاجل لإعادة الاعتبار للحدائق العمومية والشوارع المتدهورة، ومراجعة برامج الصيانة والتأهيل الحضري بسلا الجديدة، بما يضمن الحد الأدنى من شروط العيش الكريم ويحفظ أمن وسلامة الساكنة».
وجاءت مراسلة الجمعيات بعدما تحولت حديقة الأمير مولاي عبد الله بسلا إلى فضاء مهمل يعجّ بالفوضى، وسط مطالب شعبية بتدخل عاجل من الجهات الوصية لوضع حد للتجاوزات التي تعرفها.
واشتكت ساكنة حي بطانة من احتلال غير قانوني للحديقة من طرف سيارات الأجرة الكبيرة من الصنف القروي، التي اتخذت من الفضاء الأخضر محطة شبه دائمة منذ افتتاح «سوق الصالحين»، المشروع الملكي الذي أعاد هيكلة النشاط التجاري بالمنطقة. وأفاد عدد من الفاعلين المحليين بأن هذا الوضع يتسبب في إزعاج مستمر للساكنة، فضلاً عن التأثير السلبي على البيئة ونظام الحديقة العام.
وتحدثت فعاليات جمعوية عن ممارسات غير قانونية تشهدها الحديقة يومياً، من قبيل الضوضاء، التلفظ بكلام نابٍ وغسل السيارات بمياه السقي، بالإضافة إلى استغلال المقاهي المحاذية للحديقة للفضاء العمومي عبر نشر الكراسي والطاولات بشكل عشوائي، محذرة من أن «هذا التسيب أدى إلى تحول الحديقة إلى نقطة سوداء تفتقد للأمن والنظافة، ما جعلها مصدراً للقلق بدل أن تكون مكاناً للراحة والاستجمام»، مسجلةً «وقوع أفعال إجرامية واعتراض سبيل المارة، خصوصاً في الفترات الليلية»، فيما طالبت السلطات المعنية، وفي مقدمتها والي جهة الرباط سلا القنيطرة محمد اليعقوبي، وعامل عمالة سلا، بالتدخل الفوري لإعادة النظام للحديقة، محملة المجلس الجماعي الحالي، الذي يرأسه عمر السنتيسي، مسؤولية «تدهور الفضاءات الخضراء بالمدينة والإهمال المستمر للحدائق العمومية».