الرأي

“التنكيف” السياسي المبان… لحكومة عبد اٍله بنكيران…

المهدي الجواهري

أعتذر أولا من النساء الممتهنات لحرفة “تنكافيت” التي تعرف رواجا وإقبالا في الموسم الصيفي واللواتي يدخلن البهجة والسرور على العرسان والأسر المغربية ،لكون بعض المتربصين بمهنتهن حيث يقتبسون العادات والتقاليد والطقوس لممارسة” تنكافيت” ويوظفونها في المجال السياسي، حيث أصبح هده الأيام للحرفة مجندون لتلميع صورة انجازات الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية برئاسة عبد اله بنكيران وبدأ الصياح من قبل “النكافات” الجدد “الحكومة كادور واللهيلا كدور” ،”الحكومة مرهونة واللهيلا مرهونة” ،طبعا مرهونة للبنك الدولي بسبب كثرة ديونها التي أثقلت بها البلاد.

ويحاول “النكافون” الجدد زف انجازات الحكومة كعروس للجمهور عبر المدح والأهازيج ودق الطبول وإلباسها الزينة والحلل ووضع المساحيق التجميلية لستر الثقوب والعيوب وإظهار الحكومة العروس كملكة جمال رغم أن الجميع يعرف أنها قبيحة وذميمة الخلق “ولا زين فيها ولا حداكة”،وبطبيعة الحال “فالنكافات” المدفوعات الأجر من الضروري أن يجتهدن لتوهيم العريس وأسرته والضيوف حتى ينالون رضا أهل الزفاف ، وهدا الحشد من “النكافين والنكافات” الجدد أضحوا يتواجدون كالفطر في جميع المناسبات والتجمعات، حيث أصبحت تعج بهم المقاهي والمهرجانات وحتى في مواقع التواصل الاجتماعي والدين يعرفون حركة ذؤوبة للدفاع على الحكومة ومهاجمة المنتقدين لانجازاتها الوهمية في محاولة لكسب التعاطف واستمالة الناخبين مع اقتراب الاستحقاقات الجماعية .

اٍن لائحة فشل سياسة الحكومة في عدة ميادين ،الاقتصاد والتشغيل والصحة والتعليم وغيرها حول مهمة “النكافات والنكافين” الى النواح على تجربة حكومة بنكيران التي أدخلت المغرب في المديونية التي لا سابق لها وعطلت فرص اٍدماج الشباب في الحياة الاقتصادية والاجتماعية بعدما تعايشت مع الفساد والاستبداد وصار منصب الحكومة يوازي الجاه والمال والغنى على حساب التنكر للمبادئ والوعود الانتخابية والشعارات التي تدغدغ الطبقات الفقيرة من الشعب المغربي.

هده الكائنات الحية “النكافات والنكافين” لها قدرة عجيبة على تنميق الكلام وتغيير جلدها وبيع أمداحها، حتى ينعم أسيادها في بحبوحة النعيم ويستمر الاٍغداق عليهم بما جادت عليهم الحكومة وما تنعم عليها من اكراميات وخير وبركة، وأعتذر مرة أخرى لممتهني “تنكافيت” عن اقتباس هدا الاسم من طقوس مهنتهم الشريفة التي أصبحت مهددة بدخول غرباء عليها يسرقون من تقاليدهم العريقة ويشوهون سمعة “تنكافيت” في محافل السياسة لخدمة الحزب الحاكم،حيث يبقى من اللازم اليوم على “النكافات” الشريفات في الأعراس بالتوجه الى تنظيم انفسهم في جمعيات أو نقابات للدفاع عن مصالحهم للحفاظ على طقوسهم وتقاليدهم من الدخلاء.

هيهات ان تنطلي الحيلة على الشعب المغربي الذي تراهن الحكومة على ان تخونه الذاكرة حتى تتمكن بشحنه من ترهات “النكافات والنكافين” التي تسميها تعسفا انجازات وبين الواقع زيف شعاراتها بعدما خذلت الشعب وجادت على الموالين والمقربين بنعمة السلطة والنفوذ وتذوق وزراؤها حلاوة المناصب التي التصقوا بها ويبدلون الغالي والنفيس بعدم التفريط فيها كالرضيع الذي لا يقوى على الفطام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى