شوف تشوف

الرئيسيةتقارير

حرائق واحات النخيل تؤرق سلطات إقليم طاطا

فلاحون ينتظرون تعويضات صندوق الكوارث الطبيعية

طاطا: محمد سليماني

أضحت حرائق واحات النخيل على امتداد جماعات إقليم طاطا كابوسا مرعبا، ومشكلا حقيقيا يؤرق سلطات الإقليم وسكانه، وذلك بسبب تكرار مشاهد حرائق حولت واحات مترامية الأطراف إلى رماد.

واستنادا إلى المعطيات، فقد شب حريق مهول، زوال الثلاثاء الماضي، بواحة دوار «انضفيان» قرب مركز الإقليم، مخلفا خسائر مادية جسيمة في ممتلكات السكان، ذلك أن ألسنة النيران حولت مساحات شاسعة من نخيل الواحة ومغروسات زراعية أخرى إلى رماد. وتزامن اندلاع هذا الحريق مع موجة حر عرفتها المنطقة، إضافة إلى هبوب رياح «الشركي»، الأمر الذي ساهم في الانتشار السريع لألسنة اللهب. ولم تعرف إلى حدود الساعة أسباب هذا الحريق الذي فاجأ السكان، وأتى على ممتلكاتهم، شأن أغلب الحرائق التي اندلعت طيلة السنوات الأخيرة في مجموعة من واحات الإقليم.

ومباشرة بعد إشعارها بالحريق، هرعت إلى عين المكان عناصر الإطفاء، إضافة إلى أفراد القوات المساعدة وأعوان السلطة، وسكان المنطقة، حيث تكاثفت الجهود، لتتم السيطرة على الحريق في وقت وجيز، ومحاصرة النيران دون امتدادها إلى أطراف الواحة، فيما تم فتح تحقيق لمعرفة الأسباب المؤدية إلى هذا الحريق.

وأعادت حرائق واحات إقليم طاطا إلى الواجهة مسألة تعويض الفلاحين عن الخسائر الجسيمة، وإتلاف مصادر عيشهم، خصوصا وأن واحات الإقليم عرفت خلال السنوات الأخيرة عددا كبيرا من الحرائق، بل إنه لا يكاد يمر موسم صيفي دون تسجيل مجموعة من الحرائق، إلى درجة أن عدد الحرائق المسجلة خلال السنوات الثماني الأخيرة أكبر بكثير من عدد الحرائق المسجلة خلال 40 سنة التي قبلها.

وما زال فلاحو إقليم طاطا ينتظرون الاستفادة من تعويضات صندوق الكوارث الطبيعية، مع العلم أن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات سبق لها أن أعلنت تزامنا مع أحد الحرائق السابقة عن إحداث لجنة معاينة لتقييم الأوضاع داخل الواحات التي التهمتها الحرائق خلال تلك السنة بإقليم طاطا، وذلك من أجل تحديد حجم التدخلات الممكنة، ثم النهوض بهذه المجالات الواحاتية، وحمايتها من التدهور الإيكولوجي والأخطار المؤدية إلى ذلك، لكن منذ ذلك الحين لم تظهر أي استفادة مادية لفلاحي الإقليم، رغم أن هذه الحرائق المسجلة خلال السنوات الأخيرة قد أتت على أزيد من 14 ألف نخلة، كما كبدت هذه النيران فلاحي الإقليم خسائر مادية جسيمة، وأتلفت آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، إلى درجة أن بعضهم لم يعد له أي مصدر للرزق، بعدما كان دخله الوحيد يتأتى من بيع التمور وبعض المزروعات.

من جهته، فقد دخل مجلس جهة سوس- ماسة على الخط، حيث تمت المصادقة خلال أشغال الدورة العادية لشهر أكتوبر من السنة الماضية لمجلس الجهة على مشروع اتفاقية شراكة للحماية من الحرائق، وتهيئة وتأهيل واحات طاطا. وخصص لهذه الاتفاقية اعتماد مالي يصل إلى 112 مليون درهم، منها 30 مليون درهم مساهمة من مجلس الجهة، فيما الباقي مساهمة من مجموعة من المتدخلين الآخرين، حيث ستهدف إلى اعتماد وسائل في إطار مهيكل لحماية واحات إقليم طاطا من آفة الحرائق، ودعم الأنشطة الاقتصادية بهذه المجالات القروية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى