شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

حريق مهول يلتهم غابة محاذية لحي الشرف بطنجة

على بعد أمتار من منازل السكان وتسجيل اختناقات

طنجة : محمد أبطاش

 

اندلع حريق كبير، عصر أول أمس الأحد، بمنطقة غابوية تقع على أطراف حي الشرف بمدينة طنجة، مما تسبب في حالة استنفار كبيرة في صفوف السلطات المحلية ومصالح الوقاية المدنية، التي هرعت إلى المكان لمحاصرة ألسنة اللهب، والحد من انتشارها نحو الأحياء السكنية المجاورة.

وبحسب روايات شهود عيان، فإن النيران اندلعت وسط الأشجار الكثيفة والأعشاب الجافة، قبل أن تسهم الرياح الشرقية القوية ودرجات الحرارة المرتفعة في توسع الحريق بسرعة نحو محيط عدد من المنازل، ما خلق حالة من الذعر وسط السكان، خصوصا بعد اقتراب النيران من بعض البنايات بشكل خطير، كما وثّقت ذلك مقاطع فيديو وصور تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين تم تسجيل اختناق في أوساط السكان، وجرى نقل مسنين إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس.

وسارعت فرق الإطفاء إلى تنفيذ عمليات تدخل ميدانية لإخماد النيران، فيما باشرت السلطات المحلية عملية إجلاء احترازي لبعض الأسر القاطنة قرب المنطقة المهددة، مخافة تسجيل خسائر بشرية، في حال تطورت الأمور بشكل مفاجئ.

ورغم السيطرة المبدئية على الحريق، لم تصدر بعد أي معطيات رسمية حول حجم الخسائر المادية، في وقت تتواصل فيه عمليات التقييم الشامل من طرف المصالح المختصة.

ويأتي هذا الحريق في سياق موجة حر تعرفها طنجة خلال الأيام الأخيرة، مما زاد من مخاطر اندلاع حرائق بالمناطق الغابوية، خاصة تلك التي تعاني من الإهمال على مستوى النظافة.

وأعاد هذا الحادث المقلق إلى الواجهة مطالب فعاليات محلية بضرورة تنظيف هذه الغابة، التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى مطرح عشوائي للنفايات، معتبرة أن الإهمال ساهم في مضاعفة خطر اشتعال الحرائق، مطالبة بتدخل عاجل لتأهيل المنطقة، وضمان سلامة السكان المجاورين.

إلى ذلك، تتصاعد الأصوات المطالبة بوضع خطة استعجالية لحماية الغابات الحضرية بطنجة، تشمل التنظيف والمراقبة، ثم إعادة التشجير، وتخصيص اعتمادات دائمة للصيانة، مع تعزيز برامج التوعية البيئية لدى المواطنين لتفادي الإضرار بالثروة الغابوية، التي تُعد من المقومات الطبيعية القليلة التي ما زالت تحافظ عليها المدينة، ناهيك عن ضرورة فتح مسالك طرقية بداخلها لمواجهة مثل هذه الحرائق، حيث وجدت مصالح الوقاية المدنية صعوبة كبيرة في الوصول إلى قلب هذه الغابة، بسبب وعورة المسلك الطرقي وغيابه أصلا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى