طنجة: محمد أبطاش
طالب عدد من السكان بمقاطعة مغوغة، في تصريحات متطابقة لـ”الأخبار”، مصالح النيابة العامة المختصة لدى المحاكم المحلية، بالتدخل العاجل لوقف ما يوصف بـ“الإفراج المتكرر” عن المختلين والمرضى النفسانيين من طرف إدارة مستشفى الرازي للأمراض العقلية، الذين يتم وضعهم تحت المراقبة بداخل هذه المؤسسة الصحية.
وأوردت المصادر أن من نتائج هذا الوضع أنه تم تسجيل عدد من الحوادث في عدة أحياء بطنجة، وكان أبرزها ما عاشته مقاطعة مغوغة بحومة الشوك، حيث عاش السكان حالة من الرعب بعدما ظهر شخص يُعاني من اضطرابات عقلية، وهو يحمل سلاحًا أبيض ويهدد المارة في الشارع العام، في واقعة هي الثانية من نوعها خلال أيام فقط، ما دفع السكان إلى دق ناقوس الخطر والمطالبة بتدخل حازم من الجهات المختصة لوضع حد لهذا التهديد المستمر.
وحسب المصادر، فإن السلطات المحلية كانت قد تدخلت قبل يومين، عقب انتشار فيديو صادم يظهر فيه الشخص المعني وهو يلوح بسلاح أبيض ويوجه تهديدات خطيرة، ما استدعى إحالته آنذاك على مستشفى الرازي للأمراض النفسية. ورغم ذلك فوجئ السكان، صباح يوم الجمعة الماضي، بعودته إلى الحي، وبحوزته أداة حادة، حيث حاول الاعتداء على أحد المواطنين، لولا تدخل عناصر أمن منطقة بني مكادة التي تمكنت من توقيفه مرة أخرى، وإحالته مجددًا على المؤسسة الصحية المختصة.
وعبرت مصادر محلية عن استيائها من تكرار سيناريو “الاعتقال ثم الإفراج”، مشيرة إلى أن المعني بالأمر يُشكّل خطرًا حقيقيًا على السلامة الجسدية للسكان، وأن تدخل الأجهزة الأمنية وحده لم يعد كافيًا، في ظل غياب قرارات قضائية تضمن استمرارية الإيداع الطبي والعلاج الإجباري.
وطالب السكان، ومعهم فعاليات مدنية، النيابة العامة بالتدخل الفوري لتفعيل المساطر القانونية التي تمنع تكرار مثل هذه الحالات، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بشخص تُثبت الوقائع أنه لا يخضع لأي متابعة طبية منتظمة، وقد يُقدم في أي لحظة على ارتكاب جريمة مأساوية.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن هذا الحادث يُعيد إلى الواجهة إشكالية تدبير الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية ويشكلون خطرًا على المجتمع، وسط غياب بنية مؤسساتية كافية للرعاية، وخلل في التنسيق بين السلطات الصحية والقضائية.
