أكادير: محمد سليماني
تأكد رسميا عدول وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عن إحداث المنتزه الطبيعي للأطلس الصغير الغربي بجهة سوس ماسة.
واستنادا إلى المعطيات، فقد نشرت الوزارة الوصية أخيرا، في الجريدة الرسمية عدد 7413 بتاريخ 16 يونيو المنصرم، مراسيم تهم إحداث ستة منتزهات ومحميتين بيئيتين، دون أن يكون من بينهم مرسوم إحداث المنتزه الطبيعي للأطلس الصغير الغربي بجهة سوس ماسة، مع العلم أن هذا المنتزه كان قد تم الإعلان عن إحداثه في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن إحداث المنتزهات الطبيعية الستة الأخرى بكل من بني “يزناسن” بإقليم بركان، و”بوهاشم” بأقاليم تطوان، والعرائش وشفشاون، ومنتزه “تامكة” بإقليم أزيلال، ومنتزه “جبل كروز” بإقليم فكيك، و”الشخار” بإقليم جرادة، ومنتزه الهضبة الوسطى بالخميسات، إضافة إلى محميتين، إحداهما بيولوجية بسيدي “بوغابة” بإقليم القنيطرة، وطبيعية بأرخبيل إقليم الصويرة.
ويبدو أن تراجع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عن إحداث المنتزه الطبيعي للأطلس الصغير الغربي، الذي سيقام على تراب ثلاثة أقاليم هي تارودانت، واشتوكة أيت باها، وتيزنيت، مرتبط بموجة الاحتجاجات الصاخبة التي رافقت مراحل الإعلان عن هذا المنتزه، حيث عرفت عمالات الأقاليم التي سيشملها المنتزه، احتجاجات كبيرة، بل انتقلت الاحتجاجات إلى مقر ولاية سوس ماسة بأكادير، كما وصل الموضوع إلى البرلمان، وخيم على لقاءات وزارة بالمنطقة. وقد دفع هذا الأمر وزير الفلاحة السابق، إلى الإعلان أمام عدد من رؤساء الجماعات المعنية بهذا المنتزه، أن الوزارة لن تقيم أي منتزه يعارضه السكان أو يرفضونه، كما أنها لن تنخرط في أي مشروع لن يعود بالنفع على سكان المنطقة التي يوجد بها.
وكانت الوكالة الوطنية للمياه والغابات قد أطلقت يوم 20 ماي 2024 إلى غاية 19 غشت من السنة نفسها، بحثا علنيا ووضعت سجلات لذلك بمجموعة من الجماعات من أجل تمكين السكان من إبداء ملاحظاتهم واقتراحاتهم بشأن هذا المنتزه، الممتد على مجال ترابي واسع يتجاوز 111 ألف هكتار، ب 13 جماعة، ويمتد مناطق بعضها ينتمي إلى إقليم تارودانت، والبعض الآخر إلى إقليم تيزنيت، والبعض الآخر إلى إقليم اشتوكة أيت باها.
واستنادا إلى المعطيات، فقد تم نشر قرار في الجريدة الرسمية عدد 7282 بتاريخ 3 رمضان 1445 (14 مارس 2024)، بشأن إحداث هذا المنتزه الوطني، وذلك في إطار مشروع يندرج ضمن “استراتيجية غابات المغرب 2020-2030″، في شقها المتعلق بتنمية المنتزهات الوطنية والمناطق المحمية. وشمل هذا المنتزه، جماعات “أملن، و”تيغمي” و”أربعاء أيت أحمد” و”أنزي”، و”اثنين أداي”، و”سيدي أحمد أو موسى” و”الركادة” و”ويجان”، و”أربعاء رسموكة” بإقليم تيزنيت، إلى جانب جماعات أخرى بإقليمي تارودانت واشتوكة أيت باها.
ومباشرة بعد فتح البحث العلني بخصوص إحداث هذا المنتزه الطبيعي، فقد تعالت أصوات بالأقاليم الثلاثة لجهة سوس ماسة، رفضها لإحداث هذا المنتزه الطبيعي فوق ترابها، كما خيمت على أشغال دورات عدة جماعات ومجالس منتخبة قضية إحداث هذا المنتزه الطبيعي، ذلك أن مجموعة من الأعضاء عبّروا عن رفضهم لإقامة منتزه فوق أراضي السكان، ما قد يهدد ممتلكاتهم مستقبلا، كما نظموا وقفة احتجاجية بالرباط ضد هذا المنتزه، وتمت برمجة وقفات احتجاجية أخرى ببعض مدن جهة سوس ماسة.
