
النعمان اليعلاوي
أعلن مجلس الأمن الدولي، أول أمس الثلاثاء، عن جدول أعماله لشهر أبريل تحت الرئاسة الشهرية لفرنسا. وتمت برمجة جلسة مغلقة يوم الاثنين 14 أبريل لمناقشة مستجدات ملف الصحراء المغربية، حيث سيقدم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، إحاطة حول جهوده ومساعي الأمم المتحدة في تحقيق تقدم في العملية السياسية للنزاع، وذلك بعد الجولة الأخيرة التي قام بها المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى كل من الرباط ومخيمات تندوف بالجزائر وموريتانيا في إطار جولته الإقليمية.
ومن المتوقع أن يتناول دي ميستورا في إحاطته نتائج زيارته للرباط في مارس الماضي، بالإضافة إلى الزيارات واللقاءات مع مسؤولين جزائريين وجبهة البوليساريو وموريتانيا، وبعض أعضاء مجلس الأمن في الأيام المقبلة. ويُرجح أن يقدم الممثل الخاص ورئيس بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو)، أيضا، إحاطة حول تطورات عمل البعثة ومساعيها لتحقيق الأمن والاستقرار ومراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، فيما يأتي هذا الاجتماع بناءً على قرار مجلس الأمن رقم 2756 الصادر في 31 أكتوبر 2024، الذي يطلب من الأمين العام تقديم إحاطات دورية للمجلس حول حالة وتقدم المفاوضات المتعلقة بالنزاع.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، شدد، خلال مباحثات مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا، التأكيد على الدينامية الدولية التي أطلقها الملك محمد السادس، دعماً لمغربية الصحراء وتأييداً لمبادرة الحكم الذاتي المغربية.
وفي هذا السياق، كان الملك دعا الأمم المتحدة، بمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء المظفرة في 6 نونبر 2024، إلى «تحمل مسؤولياتها عبر إبراز الفرق الكبير بين نموذجين: النموذج الذي يجسده المغرب في صحرائه، الواقعي والمشروع، والنموذج الآخر القائم على رؤية متجاوزة، منقطعة عن الواقع وتطوراته». وجدد الوزير التأكيد على دعم المملكة لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي الهادفة إلى التوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم، يستند حصريًا إلى مبادرة الحكم الذاتي المغربية، في إطار السيادة والوحدة الترابية للمملكة.
تجدر الإشارة إلى أن دي ميستورا كان اقترح في أكتوبر 2024 تقسيم إقليم الصحراء كحل محتمل للنزاع، وهو ما قوبل برفض من قبل المغرب وجبهة البوليساريو. وفي مارس 2025 استأنف دي ميستورا مشاوراته مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، حيث التقى بمسؤولين من سلوفينيا، العضو غير الدائم في المجلس، في إطار التحضير لجلسة الإحاطة المقبلة.