
طنجة: محمد أبطاش
تلقى سكان وزوار مدينة طنجة وأصيلة صفعة بيئية غير متوقعة، بعدما أعلنت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة عن تصنيف أربعة شواطئ مركزية تابعة للمنطقة ضمن خانة “غير المطابقة” لمعايير جودة مياه الاستحمام المعتمدة وطنيا، وهو ما يجعلها عمليا غير صالحة للسباحة خلال الموسم الصيفي للسنة الجارية.
وحسب التقرير الوطني لرصد جودة مياه الاستحمام والرمال بشواطئ المملكة، فإن الشواطئ المعنية تشمل شاطئ طنجة المدينة، وشاطئ جبيلة، وشاطئ سيدي قاسم، وشاطئ أصيلة الميناء. وهي كلها شواطئ تحظى بإقبال واسع من السكان المحليين والسياح، وتعتبر واجهات بحرية حيوية تُراهن عليها الجماعات الترابية في الجذب السياحي وتنشيط الحركة التجارية خلال فصل الصيف.
وقالت مصادر إن الواقع البيئي كشف عن صورة مغايرة، وهو ما أثار القلق بشأن فعالية التدخلات الجماعية، ومحدودية النجاعة في تدبير ملف نظافة الشواطئ وجودة مياهها. فرغم المجهودات المعلنة في تنظيف الرمال، وتنظيم حملات موسمية “استعراضية”، إلا أن عمق المشكل يظل مرتبطًا بمنظومة التلوث الحضرية، لا سيما تصريف المياه العادمة، وتراكم النفايات، وانتشار الطحالب الملوثة في بعض المقاطع الشاطئية، والمصنفة ضمن الطحالب البنية التي باتت تغزو الشواطئ المحلية لعمالة طنجة أصيلة.
ونبّهت المصادر نفسها إلى أنه رغم وعود متكررة خلال السنوات الماضية بتحسين جودة المياه وتوسيع محطات التصفية ومعالجة المياه العادمة، إلا أن الحصيلة الراهنة تشير إلى محدودية الأثر الميداني لهذه البرامج، وغياب رؤية متكاملة تدمج البعد البيئي ضمن أولويات السياسات الحضرية في المناطق الساحلية.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن بعض هذه الشواطئ سبق أن استفادت من برامج التأهيل البيئي، ومن بينها شاطئ طنجة المدينة الذي يُعد بمثابة “واجهة بحرية للبوغاز”، وسبق أن خضع لإصلاحات كبرى همت الميناء وواجهته لحدود شاطئ مرقالة، دون أن تنعكس على جودة مياهه.
وأوضح نشطاء بيئيون أن استمرار هذا الوضع يُعد مؤشرا على ضعف التنسيق بين مختلف المتدخلين، وغياب المحاسبة الجدية للمسؤولين عن التلوث المتكرر لمياه الشواطئ. كما يدعون إلى تفعيل المساءلة وربط المسؤولية بالمحاسبة، والانتقال من منطق “الترقيع الموسمي” إلى سياسات بيئية صارمة، في ظل ندرة البدائل وانعدام مسابح عمومية آمنة، وهو ما قد يدفع آلاف الأسر إلى تعريض أبنائها لخطر السباحة في مياه ملوثة، أو التخلي كلياً عن الاستجمام البحري.