حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرفسحة الصيف

عائلة خطري ولد سيدي سعيد الجماني.. تعددت فروع الشجرة والتماسك قائم

أولاد خدام الدولة.. أبناء لا يعيشون في جلابيب آبائهم

ولد خطري ولد سيدي سعيد الجماني سنة 1915 خارج باب الصحراء كلميم، وتحديدا في منطقة «لخصاص»، التي توجد بين بويزكارن وتيزنيت على مشارف الصحراء. نشأ في أسرة تعيش حياة الترحال وتقتات من الرعي.

مقالات ذات صلة

 

خطري.. ابن الركيبات الذي ولد في سوس وتسلم مفاتيح الصحراء

عاش الفتى خطري حياة محافظة، بعد أن درس القرآن والفقه وهام على وجهه في أرض الصحراء الواسعة، إلى أن وصل الحدود الموريتانية. ولأنه ينتمي إلى قبيلة الركيبات، كبرى قبائل الصحراء وسليل شجرة عرفت بالورع والتقوى، فقد ارتبطت حياة عائلة خطري بالتعليم الديني والتصوف.

ظل الفتى يتردد رفقة أفراد عائلته على ضريح سيدي أحمد الركيبي، الذي كان محل توقير من طرف القبائل المجاورة. في ظل هذا المناخ القبلي المحافظ، نشأ الفتى خطري ولد سيدي سعيد، وقبل أن يشتد عوده توفي والده وهو على مشارف العقد الثاني من عمره، حينها أصبح في مواجهة صريحة مع الزمن وصيا على العائلة، بل إن أفراد القبيلة «بايعوه» شيخا عليها في فترة زمنية كانت المشيخة لا تمنح إلا لمن اشتعل رأسه شيبا. لم يدخل الرجل مدرسة رسمية ولم تطأ قدماه فصلا دراسيا، لكنه كان متشبعا بالعلوم الدينية، حافظا ومرتلا للقرآن، متمكنا من تفسيره.

 

مصاهرات قبلية لضمان السلم الاجتماعي في الصحراء

لأنه شيخ القبيلة وحاكمها، فقد تحولت حياته من مرتبة المريد إلى مكانة الشيخ، مع ما ترتب على هذا التحول الوظيفي من متغيرات لامست حياته الخاصة والعامة، إذ إنه تزوج تسع مرات، وكان في بداية علاقته بالمشيخة صاحب أربع زوجات، قبل أن يقوم بتجديد «فراشه» كلما اقتضت الضرورة القبلية، حيث طلق بعض زوجاته وتزوج بنساء من قبائل مجاورة، في إطار «التلاقح» القبلي الذي يقلص في مجتمع صحراوي من حدة الخلافات والنعرات القبلية. وعلى امتداد «فتوحات» الرجل تمكن من إنجاب 26 ابنا وبنتا، حرص شخصيا على أن يعيشوا في «الدار الكبيرة»، كي لا يحصل تفكك لأواصر أسرة الجماني، ويظل الجميع ينهل من نفس التربية المحافظة. سيما وأنه كان يرفض القفز على النمط البدوي التقليدي، حتى بعد أن ارتفع سقف مهامه.

يقول ابنه سيدي غيثي الجماني في حوار صحفي سابق، إن والده رحمه الله «لم يكن يميز قط في علاقاته مع أبنائه، فقد كان يعاملنا نفس المعاملة، ونفس القول ينطبق على زوجاته المطلقات، حيث كن يحضرن إلى البيت لزيارتنا، وكنا نعاملهن كأمهات لنا، ولم يسبق له أن اعترض أبدا على دخولهن إلى البيت، لأنه كان مصرا على جمع شمل العائلة».

في تلك الحقبة الزمنية كانت الحكمة والتدين والوجاهة من معايير بلوغ مرتبة شيخ القبيلة، فحين توفي سعيد الجماني، استقر رأي كبار القبيلة على ابنه خطري، ليس من أجل ضمان مشيخة وراثية، بل لما ميز شخصية الشاب، علما أنه لم يتلق تعليما نظاميا، إلا أن مكانته فاقت سنه.

لعب خطري وغيره من الصحراويين دورا كبيرا في تأسيس جيش التحرير، بعد لقاء تاريخي مع قيادات الحركة الوطنية بالشمال. وفي مدينة كلميم تم وضع اللبنة الأولى لهذا التنظيم الذي اختار المقاومة المسلحة لطرد القوات الاستعمارية.

يروي محمد باهي في كتابه عن خطري ولد سعيد الجماني، مجموعة من الحقائق التي لامست شخصية وصفها بالأسد الجريح الذي أنقذ الصحراء مرتين، حين كان عضوا في جيش التحرير سنة 1957.

استقبله الملك الراحل الحسن الثاني، وحضر هذا الاستقبال جمع غفير من المسؤولين الكبار والدبلوماسيين والصحافيين، تجاوز عددهم 500 جاؤوا من مختلف أنحاء العالم، وقدم البيعة للملك والولاء للوطن.

في ذلك اليوم أشاد الملك الراحل الحسن الثاني بوطنية خطري ولد سعيد الجماني وألبسه سلهامه، وقال له العبارة الشهيرة: «لم يسبق لي أن استقبلت مغربيا كما استقبلتك».

 

حين استقرت عائلة الجماني في الرباط

تزوج خطري تسع مرات، أقام زفافه على الطريقة البدوية الصحراوية مثل كل شبان المنطقة، لكن زواجه الثاني والثالث والرابع وغيره أقيموا بدون حفل، لأن هذه عادة قبيلته آنذاك، وكان يعطي للمرأة مكانة خاصة وفق ما هو معمول به في المجتمع الصحراوي.

منذ سنة 1975 قرر خطري ولد سعيد الجماني الاستقرار في العاصمة الرباط، واضعا حدا لحياة الترحال، فكان على النظام أن يرد للشيخ الجميل ويكافئه بامتيازات على غرار كثير من النجوم الذين أسدوا للوطن خدمة ما في الملعب أو على المسرح أو في مسرح السياسة أيضا.

استفادت عائلة الجماني من سخاء الملك الحسن الثاني، وكان الشيخ حريصا على صلة الرحم مع رموز قبيلته الركيبات وتتبع أخبار الصحراء، وبين الفينة والأخرى يقضي أياما في الديار المقدسة بعيدا عن لغط السياسة، حيث تنوعت انشغالات «آل الجماني» في مجالات عديدة، إذ يشتغل محمد الجماني ولد سعيد الجماني في تخصص طب الأسنان بالرباط، بعد حصوله على شهادة الدكتوراه. بحضور إبراهيم الجماني، رئيس مقاطعة اليوسفية، وغيثي الجماني والمهندسة سارة الجماني ومصطفى ولد ختار الجماني وغيثي محمد عالي وختار محمد عالي ولارباس الجماني والسيدة منت حبوب الجماني وغالية منت محمد عالي الجماني وأحمد محمد الجماني والحبيب ولد عالي الجماني..

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى