سري للغاية

عبد السلام بنعيسى (وزير سابق) التمس من الحسن الثاني بناء مركز للتكوين بالخميسات ووهب بيته لإقامة المشروع

حسن البصري

مقالات ذات صلة

انتقل إلى جوار ربه، بعد منتصف أبريل، بإحدى مصحات العاصمة الرباط، عبد السلام بنعيسى، الوزير التكنوقراطي السابق، عن سن تناهز تسعة وثمانين عاما، بعد معاناة مريرة مع المرض، قبل نقل جثمانه إلى مسقط رأسه بالخميسات حيث ووري الثرى، بناء على وصيته، في موكب جنائزي كبير غاب عنه العديد من السياسيين والمسؤولين الكبار.

ظل ابن الخميسات مقربا من محيط ملكين: محمد الخامس والحسن الثاني، بل إنه استضاف هذا الأخير حين كان وليا للعهد بجماعة سيدي الغندور. وكان بنعيسى ابنا لقائد في الفترة الاستعمارية، تدرج في المسؤولية الإدارية والدبلوماسية منذ فجر الاستقلال.

سر علاقة بنعيسى بولي العهد مولاي الحسن يرجع لاختيارهما المسار الدراسي نفسه، إذ شدا الرحال نحو فرنسا لإتمام دراستهما الجامعية التي توجاها بالحصول على الإجازة (تخصص حقوق). وكان بنعيسى ناشطا جمعويا وفاعلا في صفوف الحركة الطلابية لطلبة شمال إفريقيا، كما ناضل من داخل حزب الاستقلال من أجل عودة المغفور له محمد الخامس من منفاه، ودافع بشكل مستميت قصد حصول المغرب على استقلاله.

مع حصول المغرب على الاستقلال، عينه محمد الخامس، ما بين سنتي 1956 و1959، قنصلا للمملكة بكل من ستراسبورغ وبوردو، المدينة التي تلقى فيها تعليمه العالي، حيث لعب دورا فعالا في حل العديد من الملفات الحساسة.

 وحظي بنعيسى بالثقة الملكية مجددا على عهد الراحل الحسن الثاني، حين عين مفتشا عاما لوزارة الداخلية  1959/ 1963، وبعدها مديرا للديوان بوزارتي الدفاع الوطني والفلاحة، ونائبا لكاتب الدولة للدفاع الوطني، المكلف بقدماء المقاومين والمحاربين، حيث أشرف على دراسة وتسوية ملفات أكثر من 46 ألف مقاوم، قبل أن يتقلد، بين سنتي 67 و1969، منصب كاتب دولة لدى الوزير المكلف بالشؤون الاقتصادية، وبعدها عين وزيرا في الديوان الملكي سنة 1969.

سنة 1967 كان بنعيسى ضمن الحكومة التي ترأسها محمد بنهيمة، والتي ضمت في تركيبتها الراحل الدكتور أحمد العراقي وزيرا للخارجية، وضمنها أحدثت لأول مرة وزارة قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وأسندت لعبد السلام بنعيسى.

ظل الرجل مرتبطا بقبائل زمور، بل إنه طلب من الملك التدخل لدى وزارة التجهيز كي تبني مركزا للتكوين المهني في مدينة الخميسات، وحين تأخر الرد وهب منزله مقرا له لمدة خمس سنوات.

وعلى الرغم من الدور الذي لعبه في تأسيس قطاع المقاومة وأعضاء جيش التحرير، إلا أن المندوب السامي لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير ومندوبته الإقليمية بالخميسات غابا عن مراسيم دفن جثمان نائب كاتب الدولة السابق للدفاع الوطني، المكلف بقدماء المقاومين والمحاربين.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى