
طنجة: محمد أبطاش
أفادت مصادر متطابقة بأن شركة النظافة، التي يجمعها عقد تفويض مع جماعة طنجة، باتت تلاحقها غرامات ثقيلة فاقت 900 مليون سنتيم، بعدما فرضت عليها من لدن لجنة تتبّع قطاع النظافة بولاية طنجة، عقب رصد سلسلة من الخروقات التقنية والإدارية التي مست جودة الخدمات المقدمة للمواطنين في عدد من أحياء المدينة.
وحسب المصادر، شملت الملاحظات المسجلة اختلالات في نظام التتبع الذكي المخصص لمراقبة تحركات شاحنات الجمع، وعدم انتظام عمليات النظافة في عدد من المقاطعات، إلى جانب غياب المراقبة الفعلية للحاويات وعدم صيانتها بالشكل المطلوب. وتم، كذلك، تسجيل تأخر واضح في معالجة الشكاوى الميدانية التي يتقدم بها المواطنون عبر المنصة الإلكترونية التابعة للجماعة الحضرية.
وأضافت المصادر أن الشركة لم تحترم المسارات اليومية للشاحنات ولا عدد الجولات المحددة في دفتر التحملات، ما أدى إلى تكدّس النفايات في أحياء ذات كثافة سكانية مرتفعة مثل بني مكادة ومغوغة، وهي وضعية أثارت استياءً واسعاً بين الساكنة التي اشتكت من تراجع ملموس في مستوى النظافة وجودة الخدمات.
وقالت المصادر إن هذه الغرامة تعتبر الأكبر منذ توقيع عقود التدبير الجديدة بين الشركة وجماعة طنجة، في مؤشر على اتساع الفجوة بين الالتزامات التعاقدية والممارسة اليومية، خاصة في ظل ضعف آليات المراقبة الميدانية وتراخي الجهات المفوضة في فرض الانضباط الصارم على الشركات المعنية. ورغم صدور القرار بشكل رسمي، فإن تنفيذ الغرامة لم يتم بعد، بعدما تقدمت الشركة المعنية بطلب مهلة إضافية لتقديم مبرراتها التقنية والدفاع عن موقفها أمام اللجنة المختصة.
يذكر أن جماعة طنجة اعتمدت شركتين في تدبير قطاع النظافة، وذلك بصفقة توافقية ناهزت قرابة 30 مليار سنتيم، بنسبة 60 في المائة من ميزانية الجماعة. ووقع الاختيار على شركتين مغربيتين، عبر طلبات عروض مفتوحة، ولأول مرة تم اعتماد تغطية مقاطعتين في الآن نفسه، ويتعلق الأمر بمقاطعتي مغوغة وبني مكادة.
وكان اختيار المجلس الجماعي لطنجة وقع على هاتين الشركتين لتدبير ملف النظافة والنفايات المنزلية، بعد أن انتهى العقد الذي جمعها بشركة «سولمطا -سيطا بوغاز» لمدة خمس سنوات.
وسبق أن تنافست ثماني شركات على هذه الصفقة، قبل أن يقع الاختيار على شركتين، وتم هذه المرة تقسيم نفوذ تدبير هذا الملف على مقاطعتين، حتى يتسنى تفادي الخلط الذي وقع خلال الفترة السابقة، على خلفية الضغط الذي جعل سكان المدينة يلجؤون مرارا إلى الاحتجاج نتيجة إغراق بعض الأحياء بالنفايات المنزلية.





