
المضيق: حسن الخضراوي
توصلت مصالح وزارة الداخلية بالرباط، بحر الأسبوع الجاري، بتقارير برلمانية حول غياب شبكة التطهير السائل بجماعة عليين بعمالة المضيق، وسط تحذير فعاليات مهتمة بحماية البيئة من التسربات الخطيرة للمياه العادمة التي يتم تجميعها في الحفر المعدة لذلك بشكل بدائي، وتلوث الفرشة المائية التي تستعمل للشرب والسقي بالمنطقة، فضلا عن انتشار الروائح العطنة والبعوض وخطر الأمراض والأوبئة.
وحسب مصادر مطلعة، فإن حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يسيطر على المشهد السياسي بإقليم المضيق، استنجد بعبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، من أجل دعم وتمويل مشروع إنشاء شبكة للتطهير السائل بجماعة عليين، وذلك عوض البحث عن شراكات مع مجلس الجهة ومجلس العمالة، والترافع مع بداية الولاية الانتخابية وليس خلال الشهور القليلة التي تسبق الحملة الانتخابية البرلمانية.
واستنادا إلى المصادر عينها، فإن برلماني حزب الأصالة والمعاصرة بالمضيق أكد، في سؤال إلى وزارة الداخلية، على أن غياب شبكة التطهير السائل بجماعة عليين يتسبب في تلوث التربة والمياه الجوفية وانتشار الروائح الكريهة والحشرات والبعوض، كما يتسبب في حرمان السكان من شروط العيش الكريم، وإضعاف فرص الاستثمار والتنمية المحلية والتأثير سلبا على النشاط الفلاحي بسبب صعوبة تصريف المياه المستعملة بطرق صحية.
وأضافت المصادر ذاتها أن محطة تصفية المياه العادمة توجد بمدخل جماعة عليين، حيث تستفيد منها مجموعة من الجماعات المجاورة في إطار المشروع الملكي للحفاظ على البيئة وحماية الشواطئ من كافة أشكال التلوث، في حين لا يستفيد منها مركز جماعة عليين.
وفي ظل تحذير مجلس الحسابات، في تقارير رسمية، من مخاطر استعمال حُفر بدائية من قبل سكان أحياء كبديل عن غياب شبكة التطهير السائل بعدد من الجماعات الترابية القروية ومناطق بجماعات حضرية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، أصبح تعثر توسيع شبكات التطهير السائل يسائل جميع رؤساء المجالس المعنيين وفشلهم في مواكبة التوسع العمراني، مع طرح مبررات غياب التمويل وتراكم الديون وتوارث الملفات المعقدة بين المجالس المتعاقبة.
وسبق أن قامت مصالح وزارة الداخلية بتخصيص ميزانيات مهمة من أجل تجاوز مشاكل غياب شبكات التطهير السائل بجماعات بتطوان والمضيق، وذلك لما تشكله خدمة التطهير السائل من أهمية بالغة في حماية البيئة، وحماية المياه الجوفية من التلوث والأخذ بعين الاعتبار حماية الآبار والينابيع التي تستعمل مياهها للشرب وسقي المساحات المزروعة.