النعمان اليعلاوي
تواصل الهيئة المكلفة بتعديل مدونة الأسرة جلسات الاستماع، في إطار الإعداد لتصور حول تعديل المدونة، حيث جرى الاستماع لتصورات المندوبية السامية للتخطيط بخصوص تعديل مدونة الأسرة. وفي هذا السياق، قال المندوب السامي للتخطيط، أحمد الحليمي، إن اللقاء كان مناسبة قامت خلالها المندوبية، في حدود الصلاحيات المخولة لها والمعطيات الإحصائية التي تتوفر عليها حول المرأة والأسرة، بعرض تصورات المرأة للمجتمع ولنفسها، وكذا تصورات المجتمع للمرأة، كما تم عرض وضعية المرأة الديمغرافية في مختلف ميادين العمل ومجموعة من التقارير حول وضعية الأسرة، والقيم التي تحكم سلوك المرأة سواء في المنزل أو الأسرة أو سوق الشغل أو المجتمع بصفة عامة.
في السياق ذاته، أشار لحليمي إلى أنه تم خلال هذا اللقاء أيضا تقديم نتائج الدراسات التي قامت بها المندوبية، في هذا الصدد، وكل الوثائق ذات العلاقة بالدراسات والبحوث الميدانية في ما يتعلق بوضعية المرأة. ويأتي هذا اللقاء في إطار الاستشارات وجلسات الاستماع التي تعقدها الهيئة مع مختلف الفاعلين المعنيين، تنزيلا لمضامين الرسالة الملكية الموجهة إلى رئيس الحكومة بشأن إعادة النظر في مدونة الأسرة، وذلك بعدما كان الملك محمد السادس قد أكد على ضرورة إعادة النظر في مدونة الأسرة، التي مكنت من إفراز دينامية تغيير إيجابي، من خلال منظورها للمساواة والتوازن الأسري وما أتاحته من تقدم اجتماعي كبير، وذلك بهدف تجاوز بعض العيوب والاختلالات، التي ظهرت عند تطبيقها القضائي.
وسبق أن استمعت الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، بالرباط، في جلستين منفصلتين، لتصورات ومقترحات كل من «شبكة نساء متضامنات» و«حركة أكبر BIGGER لإلغاء زواج القاصرات في المغرب» حول تعديل مدونة الأسرة، حيث قالت منسقة الشبكة ذاتها، لطيفة بوشوى، في تصريح للصحافة عقب الاجتماع، إن جلسات الاستماع تشكل فرصة ثمينة للحركة النسائية والمغاربة جميعا بالنظر إلى أن المراجعة المرتقبة تأتي بعد 20 سنة من تطبيق مدونة الأسرة، وأكدت بوشوى في هذا الإطار على أهمية مراجعة شاملة للإشكالات المطروحة وفق صيغ تحترم الأسرة وكيانها.