مصرع سلالية في وقفة طالبت بإلغاء عقدة كراء عشرات الهكتارات من أراض جماعية بإيفران
إيفران: لحسن والنيعام
انتهت وقفة احتجاجية لقبيلة «أيت مروول» بإقليم إيفران، صباح أول أمس الأربعاء، نهاية مأساوية، حيث لفظت «فضيلة عكيوي»، إحدى السلاليات أنفاسها الأخيرة متأثرة بحالة إغماء في ملابسات لا تزال غير واضحة، دون أن تنفع الإسعافات التي قدمت لها في الطريق نحو المستشفى في إنقاذ حياتها، في حين تم نقل سيدة أخرى عانت من الوضع ذاته إلى قسم المستعجلات. وأمرت النيابة العامة بفتح تحقيق في حادث وفاة هذه السيدة التي تبلغ قيد حياتها 38 سنة، وقالت المصادر إن إجراء تشريح وإعداد تقرير طبي من شأنه أن يسلط الضوء على ملابسات هذه القضية التي أرجعتها بعض الأطراف إلى تدخل للقوات العمومية لمنع انطلاق مسيرة المحتجين نحو مقر العمالة، وتعرض المتوفاة لعملية خنق، في حين ذهبت مصادر محلية أخرى إلى أن حالة الإغماء لا علاقة لها بأي تدخل لأفراد القوات العمومية لوقف المحتجين أو فض احتجاجهم.
وزاد إعلان هذه الوفاة من حالة الاحتقان التي تسببت فيها قضية كراء ما يقرب من 155 هكتارا من الأراضي الفلاحية لهذه الجماعة السلالية لمستثمر بمبلغ 1750 درهما للهكتار، لمدة محددة في 39 سنة. واحتج العشرات من أفراد الجماعة السلالية أمام مقر المستشفى الإقليمي 20 غشت للمطالبة بالكشف عن ملابسات وفاة هذه السلالية، في حين عقد عامل الإقليم لقاء طارئا مع أسرة السيدة المتوفاة، ووعدهم بمتابعة تطورات القضية.
هذا وسلمت لقبيلة «أيت مروول» بفرقها «أيت بوبكر» و«أيت حدو وعلي» أراض سلالية بـ«عين عرمة» بإقليم مكناس في إطار مبادلة بأراض في ملكيتها بـ«أداروش». وتشير الجماعة السلالية إلى أنها تفاجأت باستيلاء بعض اللوبيات على أراضيها، ما دفعها إلى المطالبة بإلغاء عقدة الكراء أو مراجعتها لتتماشى مع مقتضيات القوانين الجاري بها العمل. ويشكك جزء كبير من أفراد القبيلة في عملية كراء أراضيهم الجماعية، ويوردون أن الثمن الحقيقي للكراء وصل إلى 3000 درهم. وطالبوا بفتح تحقيق في هذا الملف، وقرروا تنظيم وقفة احتجاجية بمركز سيدي عدي بجماعة سيدي المخفي بإقليم إيفران، ودفع الغضب بعض المحتجين إلى نقل معركتهم إلى وسط الطريق الرئيسية الرابطة بين فاس ومراكش، ما خلق اختناقا في حركة السير. لكن هذه الوقفة التي طوقتها القوات العمومية، انتهت بوفاة مؤلمة لإحدى السلاليات.