شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

مصير غامض لأموال صندوق «طوفار الخصوصي» بطنجة

الجماعة ظلت تتوصل بأموال شركة برازيلية ومداخيل بيع ممتلكات نبيل إسباني

طنجة: محمد أبطاش

كشف حسن بلخيضر، المستشار الجماعي بجماعة طنجة، في تصريح خاص لـ«الأخبار»، أن غموضا كبيرا يلف صندوقا خصوصيا بجماعة طنجة، يدعى صندوق «دوق دو طوفار»، حيث تتوصل الجماعة بملايين الدراهم عبر هذا الصندوق، وكلها أموال خارجية، منها أموال قادمة من البرازيل وإسبانيا.

وعن تفاصيل هذا الملف الذي يثار لأول مرة بجماعة طنجة، فإن «دوق دو طوفار» كان من أغنياء ونبلاء طنجة، حيث كان يقيم بالمدينة إبان الفترة الدولية، وتعلق بشكل كبير بعاصمة البوغاز، وهو من أصول إسبانية ويدعى في الأصل «إغناسيو فيغيرووا يبيرميخيو»، وبعد وفاته سنة 1953، تم اكتشاف وصيته التي كان مضمونها أن جميع أملاكه وأمواله يهبها إلى مدينة طنجة عبر مجلسها الجماعي، بغرض إقامة مشاريع مفيدة للسكان، وكان أبرزها، حسب بلخيضر، بناء على معطيات تاريخية أيضا، عدة ممتلكات عقارية منها التي أقيم فوقها اليوم المستشفى الجهوي محمد الخامس.

وأكد بلخيضر أن الجماعة مباشرة بعد وفاته منذ سبعينيات القرن الماضي، ظلت تتوصل بتحويلات مالية تمر عبر بنك المغرب إلى حساب الجماعة، وهي كلها عائدات مالية من مساهمة المعني في شركات دولية، وكذا بيع بعض من ممتلكاته، حيث يتم ضخها في حساب الجماعة، وبعد ذلك تتم برمجتها في الميزانية العامة للجماعة في الجزء الثاني، بغرض الاستثمار في بعض المشاريع.

والغريب، حسب بلخيضر، أنه  قبل سنة 2003، اتضح أن أموالا ضخمة بات مصيرها مجهولا، ويلف غموض كبير بشأن من تصرف فيها قبل هذه الفترة، وبالتالي يستوجب إعادة فتح هذا الملف لمعرفة الجهات التي كانت تتصرف في أموال الصندوق الخصوصي، وبعد سنة 2003، فإن هذه الأموال كانت تبرمج في الدورات الجماعية، وكان ضمنها قيام الجماعة ببيع شقة في مدينة إسبانية بمبلغ مليوني أورو، مع العلم أن الشقة المذكورة لو تم تركها للوقت الراهن ستباع بملايين الأورو، حسب بلخيضر.

وإلى جانب هذه الأملاك، فلأول مرة تتم إثارة وجود شركة نفط برازيلية كانت ترسل تحويلات بنكية مهمة إلى حساب جماعة طنجة، حيث كان النبيل الإسباني المذكور مساهما فيها، ولما تم اكتشاف وصيته، قامت الشركة المعنية بتحويل مساهماته تباعا بشكل سنوي إلى جماعة طنجة، إلا أن الغموض، حسب بلخيضر، يلف طريقة صرف هذه المبالغ المالية طيلة الفترات التي تعاقب فيها رؤساء عن أحزاب مختلفة بالجماعة.

وتبعا لذلك، أثار بلخيضر هذه النقطة أمام عمدة جماعة طنجة بحر الأسبوع الماضي، خلال الدورة العادية للشهر الجاري، غير أنه لم يتم التعليق عليها، من طرف عمدة المدينة وكذا للكشف عن ظروف وملابسات الصندوق الخصوصي للشخصية الإسبانية النبيلة، وكذا إماطة اللثام عن طريقة صرف واستثمار أمواله الضخمة طيلة السنوات الماضية، سيما في ظل وجود جهات سبق أن كشفت عن كون رؤساء سابقين اغتنوا من هذا الصندوق، ما مكنهم من مراكمة ثروات هائلة بطنجة، ومكنتهم كذلك من التربع على عرش أغنياء المدينة، وباتوا مستثمرين في شتى القطاعات، بدءا بالعقار والنقل الدولي والإعلام وغيره.

إلى ذلك، وفي الوقت الذي رفض عمدة المدينة التعليق على هذا الملف، قالت بعض المصادر من أغلبية المجلس إن الملف مرتبط بالمجالس السابقة، حيث إن ميزانية الجماعة للسنتين الماضيتين لم يتم فيها إدراج أي صندوق خصوصي من هذا القبيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى