شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضةسياسية

هريسة في وجبة الكاف

حسن البصري

مقالات ذات صلة

كشفت أشغال مؤتمر الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم عن دخول الكرة مربع عمليات السياسة، وتبين أن أغلب رؤساء الاتحادات المحلية مجرد مسخرين في مهام دبلوماسية.

ما حصل في القاهرة جعل الكرة رهينة في أيدي السياسيين، ووضعها في حالة تسلل مفضوح.

حين تم فرز أصوات رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، تبين للجنة أن الفوز كاسح وأن وقعها “قاسح” على جيراننا ومن يدور في فلكهم أو في جيوبهم.

ثلاث دول لم تعط أصواتها للمغرب، وقيل إنها الجزائر وجنوب إفريقيا وتونس، وفي رواية أخرى الموزمبيق.

لماذا اصطفت تونس في صف العداء؟

هل تخلصت تونس من حيادها واتبعت رئيسها قيس الذي سقط في حب ليلاه؟

كيف يصف باتريس موتسيبي فوزي لقجع بالرجل المحبوب ولا يعطيه صوته الانتخابي؟

كيف يأكل موتسيبي غلة المغرب، وهو يستثمر في أكبر شركة للتأمينات، ويبدي موقف العداء أمام صندوق الانتخابات؟

لا يسعنا إلا أن نفخر بالاكتساح الانتخابي لرئيس الجامعة أداء ونتيجة، وسحقا لأصحاب السعير.

أمام الموقف التونسي، طالب بعض زملائنا من جامعة الكرة بإلغاء المباراة الودية المقررة ضد منتخب تونس، ألحوا على معاملة بالمثل، واستحضروا قول علي بن أبي طالب: لا خير في ود امرئ متملق.

تنازلت تونس لحليفها الجزائر حين وافقت على عدم الترشح للمكتب التنفيذي للكاف، حتى يعبر ممثل الجزائر بسلام، وتنفيذا لتعليمات قيسها بن “المدوح” خرجت تونس من المنظومة الكروية الإفريقية بعد أن كانت رقما صعبا داخل دهاليز الكاف.

بكى محلل تونسي في “بلاطو” تحليلي من شدة الغضب، وردد عبارة “هاذي آخرتها.. تونس برا الكاف”، كفكف دموعك يا زميلي وانسحب فأصوات تونس أصبحت مغتصبة.

لباقي الصحافيين التونسيين الذين قالوا إن “الجزائر صديق الشدة”، واسترخصوا صوتهم في منتظم كروي قار، لا بأس من إحالتهم على كتب التاريخ وسير السياسيين التونسيين ليقفوا على أفضال المغرب ولفهم المعنى الحقيقي لـ”صديق الشدة”.

على مر الحقب ظلت تونس حريصة على لعب دور الحياد في منطقة المغرب الكبير، سيما في ظل الصراع التاريخي بين المغرب والجزائر.

كشف الكاتب الصحافي التونسي سعيد الصافي، في كتابه “بورقيبة سيرة شبه محرمة” عن تدخل الملك الحسن الثاني لدعم تونس في محن مالية مر منها في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة.

“قال لي محمد مزالي الوزير القوي في زمن بورقيبة، ذات مرة، ذهبت إلى ملك المغرب الحسن الثاني الذي كان يحب تونس، حتى يتوسط لبلادنا لدى الخليجيين من أجل قرض، فتحقق المطلوب”.

في سنة 1957، أعلن الحبيب بورقيبة سقوط نظام محمد الأمين باي، ونصب نفسه رئيسا لتونس، كان أول قرار اتخذه الحبيب هو مصادرة أملاك محمد الأمين الذي كان حاكما لتونس، وقام بطرد أبنائه من القصر.

في كتابها “نساء وذاكرة”، تقول زكية باي، ابنة محمد الأمين باي، “موقف الملك الحسن الثاني كان واضحا، حين رحب بأفراد الأسرة ومنح بعضهم الجنسية المغربية واستقروا في تطوان”.

أنصح التونسيين الذين ارتموا في حضن الجزائر بزيارة حي “مونفلوري”، جنوب تونس العاصمة، ليقفوا على صرح اجتماعي اسمه “مبرة محمد الخامس” ليقفوا على فضاء للمبادرات الإنسانية تخصص له ميزانية من التعاون الوطني.

أيها الجاحد عد إلى كتابات نور الدين حشاد نجل النقابي التونسي فرحات حشاد، لتقرأ ما قاله عن الأيادي البيضاء للملك محمد السادس في لقائه بأرملة المناضل الراحل.

إذا كان قيس عاجزا عن السيطرة على جهازه الهضمي، فكيف له أن يسيطر على الأوضاع ويحتوي “برشا” إخفاقات؟

صوت لمن تشاء لكن لا تبع صوتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى