شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمعوطنية

هكذا عاش سكان مدن مغربية ليلة رعب بعد زلزال الحوز

أسر قررت المبيت في العراء وأخرى لجأت إلى الاحتماء بالسيارات

النعمان اليعلاوي

مقالات ذات صلة

 

كسر الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز وأسقط في حصيلة أولية 2012 قتيلا، هدوء عدد من المدن المغربية وحول ليلة الجمعة إلى رعب لدى السكان حين جعل المواطنين يهربون من بيوتهم ويبيتون بالشارع، في حين ظل آخرون يطلقون نداءات استغاثة ويحصون خسائرهم، لتتحول الصورة أكثر قتامة بعد صعود أرواح عدة إلى السماء في لحظات لا تتعدى ثوان.

كان الهدوء سيد الموقف خلال ليلة الجمعة الماضية، قبل أن تهتز الأرض عند الساعة الحادية عشر ليلا ليخرج الناس عن بكرة أبيهم إلى الشوارع، حاملين هواتفهم النقالة لمعرفة الأخبار التي بدأت تشير حينها إلى وقوع زلزال كبير وسط البلاد وشمالها بلغ 7 درجات على مقياس «ريختر».

وقد أثارت الهزة الأرضية التي بلغ مداها مدن مكناس وفاس شمالا والعيون والداخلة جنوبا، الهلع في نفوس المواطنين، ودفعت بعدد منهم إلى الخروج للساحات الكبرى والفضاءات الواسعة مخافة انهيار المباني في هزة ارتدادية، وشعر سكان الدار البيضاء والمحمدية والرباط بالزلزال بقوة حيث تحركت أساسات المنازل وأثاثها ما دفع المواطنين إلى الخروج من منازلهم خوفا من تهدمها.

كما خلقت الهزة هلعا كبيرا لدى ساكنة مدينة أكادير، وأجبرتهم على مغادرة بيوتهم جريا، وخوفا من تكرار الهزة، قصد السكان في المدن والبوادي السوسية الفضاءات العارية لقضاء هذه الليلة، وعجت جنبات الطرقات والشوارع البعيدة عن المباني بالسيارات المملوءة بالأسر. كما شوهد السكان يحملون الأغطية متجهين صوب الأراضي العارية، وهناك من نصب خياما صغيرة لقضاء الليلة خوفا من عودة الارتدادات.

 

الرباط وسلا.. رعب وصدمة

 

أثارت الهزة الأرضية التي ضربت منطقة الحوز موجة رعب واسعة في صفوف المواطنين من ساكنة مدن الرباط وسلا وتمارة، ورصدت «الأخبار» خروج الآلاف من المواطنين والقاطنين في التجمعات والإقامات السكنية من منازلهم والتوجه إلى الساحات العمومية، حيث غص كرنيش مدينة الرباط بالسيارات والعشرات من الأسر التي افترشت الأرض وقررت مغادرة مبانيها مخافة انهيارها في هزة أرضية ارتدادية، واختار عدد من المواطنين المبيت ليلة الجمعة وسط سياراتهم بعد تواتر إشاعات عن معطيات دقيقة بعودة الهزة الأرضية في حدود الساعة الثالثة صباحا، كما امتلأت الساحة المحاذية للمسرح الوطني الجديد وجنبات وادي أبي رقراق بالمواطنين من ساكنة أحياء حسان واليوسفية.

وفي مدينة سلا اختارت عدد من الأسر قضاء ليلتها في الشارع ووسط السيارات، في الوقت الذي توجه آخرون إلى ملاعب القرب والساحات البعيدة عن وسط المدينة، وسجلت مصادر محلية من المدينة العتيقة لسلا ظهور بعض التصدعات في أحد المباني القديمة بعد الهزة الأرضية، في الوقت التي ذكرت مصادر من سلا الجديدة أن بنايات من العمارات الحديثة التي تم تشييدها في منطقة «الخميس» قد رجت بقاطنيها ما دفعهم إلى مغادرتها طيلة ليلة الفاجعة، فيما أشارت مصادر محلية إلى أن أحد المواطنين لقي حتفه بعد ارتمائه من أحد الأسطح لحظة الهزة الأرضية.

 

مراكش …انهيارات وتصدعات

 

في مدينة مراكش التي كانت قريبة من بؤرة الزلزال، كان التأثير أقوى مع اللحظات الصعبة والقاسية التي عاشها المواطنون خلال وبعد الزلزال المدمر الذي ضرب عدة مناطق في المغرب، ففي شهادتها عما عاشته خلال الزلزال والساعات التي تلته، توضح رحاب، وهي شابة تقطن في مدينة مراكش، أن «مشاعر القلق والخوف» لا تزال تسيطر عليها وعلى جميع أفراد أسرتها، بعد أن أمضوا «ليلة مرعبة».

وتضيف رحاب (28 عاما)، قولها «أحسسنا في البداية بهزة خفيفة، غير أن قوتها كانت تزيد بمرور الثواني، وإثر ذلك بدأنا نشعر أن كل شيء يتحرك من حولنا، مما دفعنا إلى مغادرة المنزل سريعا، حيث وجدنا أنفسنا في الشارع مع باقي الجيران وسكان الحي».

وتتابع الشابة قائلة: «معظم سكان المدينة اختاروا مغادرة بيوتهم وقضاء الليل بالشارع، وهناك من افترش الأرض وآخرون فضلوا البقاء داخل سياراتهم».

ونبهت المتحدثة إلى أنها «لا تزال غير قادرة على النوم أو الأكل، بسبب الخوف وكثرة التفكير في إمكانية حدوث هزات أرضية جديدة»، فيما عرفت عدد من المناطق داخل المدينة العتيقة لمراكش انهيارات جزئية للمباني، ووثقت كامرات الهواتف المحمولة لمواطنين وسياح بالمدينة الحمراء انهيار جزء من صومعة مسجد وسط جامع الفناء، كما تداول ناشطون شريط فيديو لحظة الزلزال يظهر رجة صومعة الكتبية وسط ذهول وهلع المواطنين.

 

الدار البيضاء.. لا مفر من الخوف

 

وفي مدينة الدارالبيضاء عادت المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم إلى أنشطتها المعتادة، بعد لحظات رعب عاشتها ساكنة ليلة الجمعة السبت، بعد الشعور بهزة أرضية جراء الزلزال الذي ضرب المغرب، وبالضبط في نقط المحور القريبة من إقليم الحوز.

وبخلاف باقي المدن البعيدة عن بؤرة الزلزال، سجلت وزارة الداخلية وفاة ثلاثة مواطنين جراء الهزة الأرضية، فيما كشفت مصادر أن أسباب وفاة ضحايا بالدار البيضاء، لا علاقة لها بانهيارات، بل وافتهم المنية نتيجة الصدمة، في انتظار تأكيد رسمي من السلطات المحلية المختصة، وقالت مصادر محلية إن المدينة عاشت ليلة من الرعب الحقيقي مرده إلى كون عدد من الأحياء الشعبية بها تعرف انتشار المباني القديمة وهي الأكثر عرضة للتأثر بالهزة الأرضية، وهو الأمر الذي دفع بساكنيها إلى البحث عن فضاءات أوسع لقضاء ليلة الرعب.

وأشار (محمد) أربعيني من ساكنة حي سيدي مومن، أن أكثر ما أثار الرعب في نفوس الساكنة هو انتشار الشائعات بحدوث انهيارات وسقوط عشرات الضحايا في المدينة العتيقة وحي الأحباس، وأيضا «ما كان يروج حينها بإمكانية حدوث هزات ارتجاجية أكثر قوة وعنفا من الهزة الأولى، وهو الأمر الذي دفعنا إلى المبيت في أحد الملاعب القريبة في الوقت الذي اختار مواطنون المبيت داخل سياراتهم».

وراجت شائعات عن وقوع ضحايا آخرين بمنطقة الفداء نتيجة الزلزال، وهو ما زاد من رعب المواطنين الذين اختار عدد منهم التوجه للواجهة البحرية للمدينة ومنطقة عين الذياب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى