
طنجة: محمد أبطاش
انطلقت بمدينة طنجة أشغال تشييد مشروع عقاري ضخم يتضمن أبراجاً شاهقة على أطراف مدرسة واد المخازن العمومية الواقعة بمنطقة كورنيش مالاباطا، وذلك في إطار ما أطلق عليه مشروع “كاب تاورز” الذي تشرف عليه شركة خاصة، وسط مخاوف متزايدة من فعاليات محلية بشأن مصير عقار مدرسة وادي المخازن المهملة منذ سنوات، ومن إمكانية السطو عليه بشكل ناعم وضمه للمشروع العقاري الضخم.
وقالت بعض المصادر، إن المدرسة التي أُغلقت رسمياً سنة 2006 بعد أن ظلت تعرف تراجعاً كبيراً في عدد تلاميذها منذ التسعينيات، كانت قد شُيّدت منتصف القرن الماضي لاستقبال أبناء العمال والفلاحين الذين كانوا يشتغلون في أراضي المستعمرين بمنطقة مالاباطا. ومع مرور السنوات، تحولت بنايتها إلى معلمة مهجورة تقع في موقع استراتيجي يُغري بالمضاربات العقارية، ما فتح باب التخوفات من أن تتحول المدرسة إلى ضحية جديدة لزحف الإسمنت و”السطو الناعم” على العقارات العمومية، سيما في ظل ندرة العقارات العمومية الخاصة بتشييد المدارس العمومية والمرافق الإدارية وغيرها.
ونبهت بعض المصادر، إلى أنه رغم إعلان الشركة المُشرفة على المشروع عن التزامها بترميم وإعادة تأهيل بناية المدرسة وتحويلها إلى مركز للتفتح الفني والأدبي مفتوح أمام تلاميذ وطلبة المدينة، فإن الشكوك ما تزال قائمة لدى البعض بشأن نوايا الجهات المعنية، خاصةً في ظل محدودية ضمانات الحماية القانونية لعقارات المرافق العمومية التي توقفت عن أداء وظائفها.
وقالت مصادر مسؤولة ردا على هذا القضية في اتصال مع “الأخبار”، أن العقار العمومي سيبقى تحت تصرف الدولة، وفي هذا الشأن جرى توقيع اتفاقية بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمديرية الإقليمية للتعليم وولاية الجهة والشركة العقارية المطورة، تنص على ترميم المدرسة مع الحفاظ على طابعها المعماري. وقالت مصادر متتبعة، إن مشروع الأبراج في حد ذاته لا يثير الإشكال، بقدر ما تطرحه طريقة التعامل مع عقارات التعليم العمومي من جدل حول أولوية المصلحة العامة وضمان عدم المساس بالذاكرة الجماعية لمدينة تعرف ضغطاً عمرانياً متزايداً، مع العلم أن العقارات العمومية التابعة لملك الدولة باتت نادرة بالبوغاز.





