حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرفسحة الصيف

أودري أزولاي.. مناضلة في خندق الثقافة من أجل القيم الفضلى

أولاد خدام الدولة..

ولد أندري أزولاي، في مدينة الصويرة سنة 1941، كانت المدينة تحمل حينها اسم “موغادور”، نشأ الفتى وسط أسرة مغربية يهودية ذات جذور أمازيغية. عاشت الأسرة محنة توقيف الأب الذي كان موظفا في عهد الحماية، وأعفي من مهامه بتهمة مساندته للوطنيين المغاربة.

لم يمنع توقيف الأب، ابنه أندري من استكمال دراسته الابتدائية والثانوية، والاشتغال في قطاع الإعلام، إلى أن بلغ من السن 25 عاما، حيث قرر السفر إلى باريس لاستكمال دراساته العليا في الاقتصاد.

 

أزولاي.. الصحافة الاقتصادية ترمي به في خندق المال والأعمال

تولى أزولاي عدة مهام رسمية وأهلية واقتصادية وإعلامية. وباعتباره إعلاميا، اشتغل أندري بالمغرب محررا في مجلة “المغرب أخبار”، إذ دخل القطاع الإعلامي سنة 1963، حين التحق بجريدة متخصصة في الاقتصاد، قبل أن يصبح رئيس تحرير بها بعد ثلاث سنوات من العمل. وفي فرنسا التحق ببنك “باريس با” حيث تولى مسؤولية العلاقات العامة، إلى أن أصبح نائبا لرئيس المؤسسة البنكية التي غادرها سنة 1990، ليصبح مستشارا للملك الراحل الحسن الثاني، ثم مستشارا لخلفه الملك محمد السادس.

إلى جانب اهتمامه بالشأن الاقتصادي، ظل الرجل حريصا على التواجد في خندق العمل الجمعوي في شقه الاجتماعي والثقافي، وخلال تواجده في القطاع المصرفي بفرنسا، أسس خلال منتصف السبعينيات جمعية تحمل اسم “هوية وحوار”. كما تولى أزولاي رئاسة منظمة “أنا ليند” للحوار بين الثقافات وعضوية لجنة الحكماء لمبادرة تحالف الحضارات، كما انتخب رئيسا منتدبا لمؤسسة الثقافات الثلاث في إشبيلية. وهو نائب رئيس مركز السلام في الشرق الأوسط.

ارتبط اسمه بقضية التعايش والتسامح في المغرب. عبر مساهماته في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، ودوره في الدفع بمشاريع ثقافية وتنموية في الصويرة وفي مناطق أخرى، جعلت منه شخصية تحظى بالاحترام داخل الوطن وخارجه.

سجل حضوره في الصويرة، باعتباره مؤسس جمعية “الصويرة موغادور”، ومن مؤسسي مهرجان كناوة، منذ سنة 1998، والذي يحرص على إقامته في الصويرة، مسقط رأسه.

للرجل عشق خاص لكرة القدم وللمنتخب المغربي، وهو ما ظهر للعيان حين أهدى سفيان بوفال، لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم، قميصه لأزولاي، وذلك خلال اللقاء الذي جمع بينهما.

 

كاتيا برامي.. الزوجة الكاتبة ذات الجذور الأمازيغية 

خلال زيارته لإقليم كلميم، على هامش يوم المستثمر المنظم، قال المستشار الملكي: “أفتخر بكوني أنحدر من أصول أمازيغية، وبالضبط من بلدة إفران الأطلس الصغير، التي تعتبر أصل أجدادي وعائلتي، وأيضا زوجتي التي ترجع جذورها من المنطقة ذاتها”.

زوجة أندري أزولاي هي الكاتبة والباحثة كاتيا برامي، وله ثلاث بنات وهن على التوالي صابرينا وجوديت ثم أودري، التي انشغلت منذ طفولتها بالثقافة والاتصال والفنون.

يقول أزولاي متحدثا عن زوجته: “كتبت زوجتي كتابين حول مدينة الصويرة، وقد عرفا نجاحا باهرا، فالثقافة إرث في وسطي العائلي، وابنتي المتشبعة بالثقافة والفكر والفن شغلت منصب وزيرة للثقافة في فرنسا.

الأم كاتيا برامي مهتمة أيضا بالفن التقليدي المغربي، وتتابع ما جد في الطرز السلاوي المغربي المهدد بالاندثار، وهو ما يعكس التقدير الكبير الذي تكنه عائلة أزولاي للتراث الثقافي المغربي، ويؤكد أهمية الحفاظ على هذه الفنون التقليدية التي تمثل جزءًا من هوية الوطن.

 

أودري.. أمازيغية تتربع على عرش اليونسكو

ولدت أودري أزولاي في 4 غشت 1972 في العاصمة الفرنسية باريس، بعد أن هاجرت عائلتها من المغرب نحو فرنسا، وقضت طفولتها بين البلدين. درست في المدرسة الوطنية للإدارة بباريس دوفين، والتي تخرج منها عدد كبير من الشخصيات الفرنسية المرموقة، وكبار المسؤولين، على رأسهم الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، كما درست في معهد باريس للعلوم السياسية، وتولت حقيبة الثقافة الفرنسية في فبراير2016، وقضت طفولتها بين فرنسا والمغرب التي لها روابط أسرية ووجدانية به.

كانت أودري أزولاي تخفي صفتها ونادرا ما تكشف لمحيطها عن هويتها كونها ابنة أندريه أزولاي أحد مستشاري الملك محمد السادس ومن قبله والده الحسن الثاني.

تجمع الصحافة الفرنسية على أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ظل يدعم وصول أول يهودية مغربية إلى منصب مدير عام اليونسكو. خاصة وأن أزولاي تلقت دراستها في المدرسة الوطنية للإدارة بين عامي 1998 و2000، كما درست في معهد باريس للعلوم السياسية عام 1996، وتحمل الماجستير في إدارة الأعمال والتي حصلت عليها من جامعة لانكستر البريطانية عام 1993

وتتمتع المغربية أودري أزولاي المديرة الحالية لمنظمة الأمم المتحدة للتعليم والثقافة والعلوم (اليونسكو)، بكاريزما مميزة بالرغم من نحافتها، بل تملك قدرة هائلة على الإقناع، لذا تفوقت في اقتراع اليونسكو على منافسها القطري حمد بن عبد العزيز الكواري، وأصرت على أن تخلف امرأة أخرى، فتأتى لها الجلوس على كرسي المسؤولية خلفا للبلغارية إيرينا بوكوفا التي تولت المنصب عام 2009.

تنحدر أزولاي من عائلة مثقفة جعلت من مدينة الصويرة قلعتها، والثقافة الإنسانية مشتلها حيث عاشت عن قرب إصرار والدها على إقامة قداس ثقافي سنوي في الصويرة، أما والدتها وعمتها كانتا كاتبتين بارزتين، وتتحدث أزولاي الفرنسية والإسبانية والإنجليزية والعربية والعبرية، وزوجها هو فرانسوا زافير لابارك ولهما ابنان.

في حياتها المهنية، تولت أوزلاي منصب رئيس مكتب القطاع السمعي والبصري العام في فرنسا، والمسؤول عن استراتيجية وتمويل المنظمات في قطاع الإعلام، وعندما تعرف عليها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، قام بتعيينها في منصب المستشار الثقافي له، وكانت المسؤولة عن الثقافة والاتصالات في حكومته من 2014 إلى 2016، ثم وزيرة للثقافة في حكومة مانويل فالس.

واجهت أزولاي خصومها، ووقفت في وجوههم دون أن تواجههم في ساحات المعارك الإعلامية، مصرة على ترديد عبارتها الشهيرة: “اليونسكو يجب أن تكون مركز النقاش والتفكير وليست مسرحا للمعارك”، وتؤكد أنها “الدرع الذي يحمي التقدم العلمي، ويدافع عن التنوع الثقافي والقيم العالمية الفضلى”.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى