اعتقال سبعة منظمين وحجز سيارات وقوارب مطاطية فارهة
أفادت مصادر عليمة لـ «الأخبار» أن مصالح الدرك الملكي بالصخيرات وعين عتيق نجحت، نهاية الأسبوع الماضي، في إحباط محاولات تهجير عشرات الشباب انطلاقا من شواطئ تمارة والهرهورة والصخيرات، حيث تم توقيف ستة منظمين وحجز خمس سيارات وثلاثة قوارب مطاطية من النوع الجيد، كانت في طريقها إلى الواجهة البحرية من أجل نقل الراغبين في الهجرة إلى الضفة الأوروبية.
وحسب نفس المصادر، تمكن رئيس المركز الترابي للدرك بعين عتيق بتنسيق مع دورية كانت تؤمن السير بإحدى المدارات الرئيسية بتراب جماعة عين عتيق والمؤدية للطريق السيار، من توقيف سيارة رباعية الدفع كانت تقطر قاربا مطاطيا في اتجاه شاطئ الهرهورة، حيث يرجح أن عشرات الشباب كانوا ينتظرون منظمي العملية من أجل ترحيلهم ليلا عبر رحلة بحرية سرية.
المصادر ذاتها أكدت أن عناصر الدرك تمكنت من اعتقال سائق سيارة رباعية الدفع في حدود الساعة الخامسة صباحا، كما تم توقيف سيارة خفيفة من نوع «داسيا» تبين لاحقا أنها مملوكة لإحدى شركات كراء السيارات بتمارة، وكان سائقها المزداد سنة 1985 يؤمن الطريق لزميله الذي كان ينقل القارب المطاطي عبر سيارته الفخمة، وقد تم اقتياد المشتبه فيهما إلى مقر المركز الترابي بعين عتيق، حيث خضعا لتدابير الحراسة النظرية والبحث التمهيدي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، قبل عرضهما على الوكيل العام وقاضي التحقيق، زوال الثلاثاء الماضي، حيث تم إيداعهما السجن، في انتظار متابعتهما بتهمة تنظيم الهجرة السرية.
وارتباطا بسياق الهجرة السرية، تمكنت مرة أخرى، مصالح الدرك الملكي بالصخيرات وتحديدا بمركزي الصخيرات الشاطئ والغوازي من توقيف خمسة منظمين للهجرة السرية، تتراوح أعمارهم بين 1974 و 1999، ثلاثة منهم من ذوي السوابق القضائية، كانوا بصدد الإعداد لترتيبات عمليات تهجير وصفت بالخطيرة بالنظر لنوعية المحجوزات والاستعدادات التي تم إجهاضها.
مصادر محلية أكدت لـ «الأخبار» أن الموقوفين الخمسة الذين تم عرضهم، صباح الثلاثاء الماضي، أمام الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، وتمت إحالتهم على المحكمة الابتدائية بتمارة من أجل الاختصاص، جرى اعتقال متهمين منهم فجر الأحد الماضي، وهما على متن سيارة رباعية الدفع من نوع «رونج روفر» ضبطت هي الأخرى في وضعية تلبس بقطر قارب مطاطي كبير الحجم من النوع الجيد، في اتجاه معبر بحري عبر اختراق أزقة صغيرة فاصلة بين فيلات وإقامات فاخرة بشاطئ الصخيرات، وقد أسفرت التحريات الأولية التي خضع لها المتهمان بمقر الدرك عن توقيف شخصين آخرين متورطين في الإعداد لتهجير مجموعة من المرشحين، يرجح أنهم كانوا في انتظار وصول المنظمين واللوجيستيك من أجل مغادرة التراب الوطني عبر الواجهة البحرية الممتدة من الهرهورة إلى الصخيرات مرورا بوادي يكم، قبل أن يلوذوا بالفرار بعد إخبارهم بإجهاض الترتيبات الأولية المرتبطة بالعملية.
وبنفس الحزم واليقظة، تمكنت عناصر الدرك الملكي بمنطقة الغوازي البحرية بشاطئ الصخيرات، من اعتقال «مهرب» آخر في وقت متأخر من ليلة أول أمس، وهو بصدد نقل قارب مطاطي ثالث إلى موقع بحري سري بالهرهورة، بعد تضييق الخناق ومحاصرة عمليات الهجرة بالمواقع البحرية التقليدية، وقد تم وضعه رهن الحراسة النظرية في انتظار عرضه على النيابة العامة المختصة.
مصادر الجريدة أكدت أن سعار شبكات الهجرة السرية التي باتت تتوافد على شواطئ تمارة والصخيرات بكثرة، بات يتطلب يقظة مضاعفة من أجل مواجهتها، وهو ما شكل محور اجتماعات متواترة للقائد الجهوي للدرك الملكي بالرباط الكولونيل ماجور حسن غلو، حيث أصدر أوامر صارمة لكل السرايا والمراكز التابعة له بضرورة تكثيف دوريات المراقبة على طول الشريط الساحلي الممتد من مدخل الهرهورة إلى شاطئ الصخيرات، من أجل شل كل المحاولات الرامية إلى تنظيم عمليات تهجير جماعية بالمنطقة من طرف بارونات كبار ينحدرون من الرباط والصخيرات وتمارة والغرب، وقد سجل تفاعل متفاوت من حيث أداء ومواجهة المراكز الترابية للظاهرة، حيث برزت المراكز الترابية التابعة لسرية الصخيرات وكذا المركز الترابي عين عتيق بتدخلات نوعية واستباقية مهمة جنبت المنطقة كارثة تهجير جماعية لعشرات الشبان مقابل مبالغ مالية مهمة.
