النعمان اليعلاوي
وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى افتتاحه قمة بين روسيا وإفريقيا في سان بطرسبورغ، ست دول من القارة بشحنات حبوب مجانية «في الأشهر المقبلة»، وأكد بوتين في خطابه الافتتاحي الذي نقله التلفزيون الروسي: «في الأشهر المقبلة سنتمكن من تأمين شحنات مجانية من 25 إلى 50 ألف طن من الحبوب لبوركينا فاسو وزيمبابوي ومالي والصومال وجمهورية إفريقيا الوسطى وإريتريا»، على خلفية قلق دول إفريقية من توقف اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية في البحر الأسود، قبل فترة قصيرة.
بعد أسبوع من إعلان خروج موسكو من صفقة الحبوب الأوكرانية، وعد فلاديمير بوتين بتقديم الحبوب المجانية إلى ست دول إفريقية، وذلك بعدما بات معزولا على الساحة الدولية منذ بداية الحرب في أوكرانيا، وبدا أن بوتين يحاول استقطاب مواقف البلدان الإفريقية، وذلك بأن أعلن في خطابه أنه سيتم تسليم ما يصل إلى 50 ألف طن من الحبوب مجانا «في الأشهر المقبلة»، مشيرا إلى أنه قد تم اختيار زيمبابوي والصومال وإريتريا ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو كمستفيدة.
يأتي هذا الإعلان فيما رفضت موسكو، الأسبوع الماضي، تمديد اتفاقية الحبوب الموقعة في يونيو 2022 برعاية الأمم المتحدة وتركيا، والتي سمحت لأوكرانيا بتصدير منتجاتها الزراعية عن طريق البحر الأسود رغم القتال، وهو القرار الذي أثار قلق الدول العظمى، لأن هذا الاتفاق خلال عام واحد أتاح نقل ما يقرب من 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية، مما ساعد على استقرار أسعار المواد الغذائية وتجنب مخاطر النقص. وكان التخلي عن الاتفاقية الموضوع الأهم للقمة، لدرجة أن أنتوني بلينكين، وزير الخارجية الأمريكية، حث القادة الأفارقة، أول أمس الخميس، على المطالبة بإجابات حول هذه النقطة.
من جهتها، أعربت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، عن قلقها من خروج روسيا من اتفاقية الحبوب، وهو ما سيهدد بزيادة «مخاطر التضخم» في منطقة اليورو، من خلال التسبب في «ضغوط جديدة على تكاليف الطاقة والغذاء». فيما برر فلاديمير بوتين قراره بالتأكيد على أنه «لم يتم استيفاء أي شرط من شروط الاتفاق الخاص بتسليم روسيا للحبوب والأسمدة»، كما اتهم الدول الغربية بـ«عرقلة» عمليات التسليم هذه. وواصل الرئيس الروسي أن روسيا، التي توصف بأنها منتج «قوي ومسؤول»، «يمكنها أن تحل محل الحبوب الأوكرانية على المستوى التجاري وأيضا على مستوى (الشحنات الإنسانية) مجانا».
وفي السياق ذاته استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، أول أمس الخميس، أثناء افتتاح قمة روسيا- إفريقيا في دورتها الثانية، عقب وصول هذا الأخير إلى سان بطرسبورغ، لتمثيل الملك محمد السادس في القمة الروسية الإفريقية الثانية، حيث انطلقت أشغال القمة الثانية والمنتدى الاقتصادي روسيا- إفريقيا، بسان بطرسبورغ، بحضور قادة دول وحكومات ووزراء 49 بلدا إفريقيا، حسب الكرملين، ويشارك الوفد المغربي بقيادة رئيس الحكومة إلى جانب ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ولطفي بوشعرة، سفير المغرب بروسيا.
