مكناس: محمد الزوهري
أقدم بوبكر بلكورة، القيادي في حزب العدالة والتنمية، على طرد 25 عاملا مؤقتا، وتهديد حوالي 20 عاملا مرسما بالطرد من ضيعته الفلاحية التي تقع بمنطقة «أيت يعزم» ضواحي مدينة مكناس، بداعي أن ضيعته «تعاني من ضعف في الإنتاج وغياب فرص الشغل خلال هذه الفترة من السنة»، حسب مقرب منه.
ودخل العمال الموقوفون رفقة أفراد عائلاتهم منذ يوم الأربعاء الماضي في اعتصام مفتوح داخل الضيعة، يرفعون خلاله شعارات تنادي بحمايتهم، عن طريق رجوعهم فورا إلى العمل وترسيمهم، طبقا للوعود التي التزم بها بلكورة عند شروعه في استغلال هذه الضيعة التي تتولى تدبيرها شركة «دومين يوسف»، وتمتد على مساحة تناهز 400 هكتار، مخصصة لإنتاج فاكهة الخوخ، والتي سبق أن اقتنى حصة 70 في المائة من مساحتها من شركة «كولبري ناتير» الفرنسية التي تولّت استغلالها على سبيل الاستئجار الطويل الأمد، منذ 12 سنة، من شركة «صوديا».
وكان محضر اتفاق بين بلكورة ونقابة العمال، موقع في شهر نونبر 2012، قد نص على ترسيم 25 عاملا مؤقتا بشكل تدريجي، مع تمكين كافة العمال، بمن فيهم المرسمين، من امتيازات أخرى، عبارة عن منحة لأداء فواتير الكهرباء وكمية سنوية من القمح. غير أن ما تم التنصيص عليه في هذا الاتفاق، خاصة ما يتعلق بالترسيم، لم يتحقق على أرض الواقع، ما أغضب العمال المعنيين، وأدخلهم في مرحلة الشك الذي دفعهم إلى توجيه رسالة عبارة عن ملف مطلبي، بتاريخ 23 يوليوز الماضي إلى مالك الضيعة، لتذكيره بمحضر الاتفاق وبنود دفتر التحملات المتعلقة باستغلال هذه الضيعة. بيد أن بلكورة واجه المطالب الواردة في هذه المراسلة بطريقته الخاصة، وعمد إلى اتخاذ قرار بتسريح العمال المؤقتين بشكل جماعي، بعد أن اعتبر أن هذه الفترة من السنة تقل فيها فرص الشغل بالضيعة، وهو الأمر الذي نفاه العمال، بدليل أنهم «لم يسبق أن توقفوا خلال هذه الفترة من السنة طيلة 15 عاما منذ التحاقهم بالعمل بالضيعة ذاتها»، مؤكدين أن هناك أشغال أخرى موازية تنجز خلال هذه الفترة، كالسقي والتشذيب والصيانة.
