الداخلة: محمد سليماني
وجهت كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري دعوات إلى عدد من الهيئات المهنية النشيطة في مجال الصيد البحري، وذلك للحضور إلى اجتماع بمقر كتابة الدولة بالرباط، يوم الأربعاء المقبل، وذلك لتتبع وضعية مصيدة الأخطبوط، قبيل انتهاء فترة الراحة البيولوجية المقررة في 30 يونيو الجاري.
وتشرئب أعناق مهنيي الصيد البحري من بحارة ومجهزين هذه الأيام لما يمكن أن يصدر عن كتابة الدولة في الصيد البحري، بخصوص استئناف صيد الأخطبوط خلال الموسم الصيفي من عدمه، ذلك أن حالة من الترقب تسود بين مهنيي البحر بخصوص مآل موسم الصيد، والذي كان مقررا أن ينطلق يوم فاتح يونيو الجاري، بعد انتهاء فترة الراحة البيولوجية المتعلقة بتهيئة مصيدة الأخطبوط، قبل أن يتم تمديد فترة الراحة لشهر إضافي.
وحسب المعطيات، فإن مخاوفا تسود بين مهنيي البحر، خوفا من إمكانية تأجيل انطلاق الموسم الصيفي لأشهر إضافية، وذلك بسبب عدم التعافي الكلي لمصيدة الأخطبوط، حيث ما زالت صغاره تظهر بين الفينة والأخرى في شباك الصيادين، ما يعني أن هذا النوع من الرخويات في مرحلة التوالد والتبييض، وأي مجازفة لاستئناف موسم صيده، معناها تدمير هذه الثروة السمكية.
ومن المقرر أن تكون إدارة المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، قد وضعت تقريرها حول حالة المخزون السمكي من الأخطبوط في مصيدة الأقاليم الجنوبية للمملكة فوق مكتب الكاتبة العامة للوزارة، ذلك أن السفينة العلمية “الشريف الإدريسي” عادت أخيرا من رحلات بحرية من بين “كاب بوجدور” والكويرة، لتقييم المخزون بالمياه الإقليمية للمملكة. ويعتبر هذا التقرير هو الحكم الذي سيفصل في تمديد فترة الراحة البيولوجية من عدمه، بناء على حالة المخزون، وبالتالي استئناف الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط من عدمه.
وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات – قطاع الصيد البحري، قد قررت تأجيل انطلاق الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط إلى غاية فاتح يوم 30 يونيو الجاري، وذلك بناء على الرأي الصادر عن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري رقم 20/525 بتاريخ 22 ماي الماضي، وتماشيا أيضا مع التوجهات الكبرى لمخطط “أليوتيس”، الداعية إلى الحفاظ على الموارد السمكية واستغلالها بشكل مستدام.
وتعود أسباب تأجيل الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط إلى عدم تعافي مصيدة الأخطبوط بالمنطقة الجنوبية، بسبب الاستغلال الكبير، الذي أدى إلى تدهورها، إضافة إلى وجود صغار الأخطبوط بشكل كبير بالمصيدة، وهو ما يشير إلى أن الفترة الحالية هي فترة توالد هذه الأسماك، الأمر الذي يحتم بدون مواربة استمرار توقيف نشاط صيد الأخطبوط خلال الفترة الحالية، وذلك حسب ما أفاد به المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري في تقرير استشارته.
وتبعا للمقرر الوزاري للصيد البحري رقم 02/25، بتاريخ 28 ماي الماضي، والمتعلق بتعديل المادة الأولى من المقرر الوزاري رقم 01/25 الصادر بتاريخ 28 مارس 2025، فقد تقرر تمديد فترة توقف نشاط صيد الأخطبوط على طول الساحل الوطني إلى غاية الثانية عشرة ليلا من يوم 30 يونيو الجاري، بدل فاتح يونيو الذي كان مقررا سلفا بالنسبة إلى جميع أساطيل الصيد البحري، وذلك من أجل تخفيف الضغط عن مصايد الأخطبوط التي تعرف استنزافا كبيرا من الأساطيل الثلاثة.
