النعمان اليعلاوي
علمت «الأخبار»، من مصادر مطلعة داخل مجلس الرباط، باعتزام إبراهيم الجماني، رئيس مقاطعة اليوسفية بالمدينة، تقديم استقالته من منصبه، في خطوة خلفت حالة ارتباك داخل الأغلبية المسيرة للمجلس الجماعي للعاصمة. وجاء مشروع الاستقالة المفاجئة ليزيد من تعقيد المشهد السياسي المحلي، خاصة وأنه تزامن مع توترات سابقة بين مكونات التحالف المسير لعدد من المقاطعات.
وكشفت مصادر مطلعة لـ «الأخبار» أن الجماني، القيادي البارز في حزب الأصالة والمعاصرة، حسم قراره بالاستقالة على أن يقدمها بشكل رسمي قبل ستة أشهر من الانتخابات البرلمانية المقبلة، كما يحدد القانون، بالنظر إلى أنه يعتزم الترشح لهذه الاستحقاقات التشريعية تحت غطاء حزب التجمع الوطني للأحرار. وأكدت المصادر نفسها أن اتفاقًا تم بين الجماني وقيادة حزب الأحرار على منحه تزكية للترشح بدائرة الرباط شالة، خلفًا للبرلماني الحالي علاء البحراوي.
ووفق المعطيات المتوفرة، فإن هذه الخطوة تعكس تحولات في الخريطة السياسية بالعاصمة، خصوصًا مع احتدام المنافسة بين الأحزاب الكبرى على دوائر انتخابية وازنة مثل دائرة شالة. فضلا عن أن انتقال الجماني من «البام» إلى «الأحرار» يثير تساؤلات حول صلابة التحالفات القائمة داخل المجلس الجماعي، ويضع الأغلبية أمام تحديات جديدة في ما يتعلق بضمان تماسكها واستمراريتها في تدبير الشأن المحلي.
وأشارت المصادر إلى أن غياب الانسجام بين أحزاب الأغلبية المسيرة لمقاطعات الرباط، والمكونة أساسًا من التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال، صار واضحًا للعيان. فقد تحولت دورات عدد من المقاطعات إلى ساحات للتجاذب وتبادل الاتهامات بدل التركيز على الملفات التنموية، وهو ما يعكس هشاشة التوافقات التي قامت عليها هذه التحالفات منذ بداية الولاية.
وتزداد حدة هذه الخلافات كلما اقترب موعد الانتخابات التشريعية المنتظرة في شتنبر 2026، حيث بدأت الحسابات الانتخابية تطغى على العمل المؤسساتي. فكل طرف يسعى إلى تعزيز موقعه داخل الخريطة السياسية المقبلة، ولو على حساب تعطيل برامج ومشاريع تهم المواطنين بشكل مباشر، ما يجعل من تماسك الأغلبية تحديًا حقيقيًا في المرحلة المقبلة، وينذر بمزيد من التصدعات مع اقتراب الاستحقاقات القادمة.
