الرأيالرئيسيةمجتمع

اسم على غير مسمى

حسن البصري:

رفض وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، تغییر اسم جهة سوس ماسة إلى «أكادير سوس ماسة»، وهو مطلب قديم ترافع من أجله منتخبون اعتقدوا أن اسم أكادير سقط سهوا من تسمية الجهة. رد وزير الداخلية قائلا: «ليس هناك في الظروف الحالية ما يبرر بكيفية موضوعية مراجعة تسمية جهة سوس ماسة أو تغييرها».

كان منتخبو الجديدة يتحينون الفرصة لتقديم ملتمس مماثل، بعد أن سقط اسم الجديدة من تسمية جهة الدار البيضاء سطات، رغم أن المواطن العادي له مطالب أهم من تثليث اسم جهة.

في دواليب أم الوزارات عشرات ملتمسات تغيير أسماء المدن والقرى والمداشر، خاصة حين يتعلق الأمر بمدن ارتبطت وجدانيا وتاريخيا بأسواق أسبوعية، وحملت أسماء نحتها الزمن في أذهان الناس، وكأنها تختزل وجود تجمع سكني في سوق أسبوعي.

راسل مجلس بلدية «حد السوالم» وزارة الداخلية منذ ست سنوات أملا في إسقاط يوم الأحد من التسمية، لكن لا «أحد» اقتنع بجدوى التعديل، وحين طال الانتظار فضل المكتب المسير لفريق المدينة تغيير الاسم من «السوالم» إلى «الشباب الرياضي السالمي» دون أن ينحر أضحية أو يحلق رأس عميد الفريق.

نفس المطلب وجهه منتخبو الزمامرة في محاولة لإسقاط اسم «الخميس» من علامة التشوير عند مداخل المدينة، والتصدي لمحاولات اختزال منطقة حضرية في سوق أسبوعي، لكن السكوت علامة عدم الرضى عند السياسيين.

قبل سنوات استفسر برلماني قرية با محمد عن مصير ملتمس يدعو إلى الموافقة على تغيير اسم دوار باسم يحفظ كرامة قاطنيه، فقد عانى أبناء وبنات دوار «كلابة» التابع لجماعة لمكانسة من شراسة هذه التسمية ودلالاتها الحيوانية حتى أصبحوا عرضة لسخرية دواوير مجاورة.

يعول السكان على عامل الإقليم لإزاحة الهم الجاثم عليهم بسبب اسم ممنوع من الصرف، ويستندون إلى قرارات سابقة غيرت ملامح أحياء عاشت تحت نير أسماء ذات حمولة قدحية، كما حصل في مدينة سلا، حينما تدخلت الجهات المعنية لتغير اسم «الواد الخانز» بـ«واد الذهب»، رغم أن الواد ظل حريصا على الانتماء لفصيلة مجاري الصرف الصحي. كما تم تغيير اسم سوق الكلب بنفس المدينة، بعد إبادة جماعية لقطيع الكلاب الضالة بالمنطقة.

في عالم الرياضة، كما في مجال العمران وفي دفاتر الحالة المدنية، أسماء تنتظر التعديل للضرورة الاجتماعية، فقد طالبت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية، مسؤولي نادي «الباطن» بتغيير اسم الفريق واستبداله باسم آخر عليه، ومنحتهم مهلة لتنفيذ القرار، لأن «الباطن» يعد أحد أسماء الله الحسنى ويجب عدم التسمي به وتعريضه لتقلبات الكرة.

واضطر كثير من المدربين المغاربة لصرف النظر عن تدريب فريق إماراتي يدعى نادي كلباء، حتى الذين قبلوا العرض، ينتابهم الخجل وهم يعلنون ترويض كلباء. وفي دولة قطر يشرف مدرب مغربي على تدريب فريق «المرخية»، وكلما سأل عنه رفاقه قال لهم إنه بصدد تحويل «مرخية» إلى «يقظة».

أبناء حي سيدي عثمان بالدار البيضاء يعرفون فريقا حمل اسم «الطليعة»، لكنهم لا يعلمون أن قائدا بالمنطقة كان قد استدعى رئيس الفريق لجلسة استماع في مكتبه، في بداية التسعينات، وأجرى معه تحقيقا مطولا بعد أن اعتقد أن الفريق مدعم من حزب الطليعة المعارض، وأنه لا يستبعد أن يكون الدرع الرياضي للتنظيم السياسي. ولأن فريق الكرة كان قد تأسس قبل التنظيم الحزبي بعشر سنوات، فإن رئيس الفريق أصر على أن الحزب هو الذي قرصن التسمية من الفريق وليس العكس. وحين سئل عن أحمد بن جلون، مؤسس التنظيم، تبين أنه لا يعترف إلا بابن جلون مؤسس الوداد والباقي في نظره تقليد.

حينها رفعت الجلسة للمداولة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى