
النعمان اليعلاوي
انتقلت احتجاجات المواطنين الرافضين لإلزامية «جواز التلقيح» من الفضاء الافتراضي إلى الشارع، حيث خرج عشرات المحتجين أول أمس (الأحد) في وقفة احتجاجية بالرباط تطالب بإلغاء إلزاميته.
وتجمع العشرات أمام مبنى البرلمان للمطالبة بالتراجع عن القرار، وحلت بعين المكان أعداد من عناصر القوة العمومية وفرقت التجمع الذي رفع بعض الشعارات من قبيل «لا لا للجواز»، فيما تدخلت السلطات العمومية لإيقاف بعض من المحتجين بعد رفضهم الانصراف ومواصلة الشكل الاحتجاجي بباب الأحد، قبل أن يتفرق باقي المتظاهرين على الأزقة المحاذية لشارع محمد الخامس، خلال الوقفة التي لم تدم سوى ساعة ليتم توقيفها، في الوقت الذي لم تكن تحت غطاء أي هيئة نقابية أو حقوقية.
وجاءت الوقفة الاحتجاجية المناوئة لإلزامية الجواز بعد دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي ترفض إجبارية الإدلاء بجواز التلقيح للتنقل والولوج إلى الفضاءات والمؤسسات العمومية وشبه العمومية والخاصة، وكذلك للدخول إلى المؤسسات الفندقية والسياحية والمطاعم والمقاهي والأماكن المغلقة والمحلات التجارية وقاعات الرياضة والحمامات، وجسدت ذلك بأشكال احتجاجية في كل من الرباط والدار البيضاء.
ورفع المحتجون خلال الوقفة شعارات رافضة للخطوات الحكومية في هذا الاتجاه، مؤكدين على حق الاختيار بين التطعيم وعدمه على المستوى «القانوني» و«الأخلاقي»، واعتبروا أن فرض إلزامية التوفر على «جواز اللقاح، تضييق على حرية التنقل وتعطيل لحقوق المواطنين في قضاء مصالحهم الإدارية».
من جانبها، استنكرت مجموعة من الهيئات النقابية والحقوقية الصيغة التي اعتمدتها الحكومة بفرض إلزامية التوفر على «جواز التلقيح» لولوج بعض الإدارات. وقال الاتحاد المغربي للشغل إن «قرار الحكومة الرامي إلى اعتماد «جواز التلقيح» كورقة يجب الإدلاء بها لولوج الفضاءات والخدمات العمومية والخاصة، تضييق على الحريات الفردية، ومخالف لمبدأ حرية التلقيح وعدم إلزاميته الذي أقرته الحكومة منذ انطلاق حملة التلقيح»، حسب النقابة التي دعت إلى «ضرورة تبني مقاربة تشاركية وفتح نقاش وطني حول اعتماده من عدمه لولوج الفضاءات والخدمات العمومية والخاصة»، بالإضافة إلى «مراجعة هذا القرار وإلغائه خصوصا لعدم تطابق هذا القرار والنتائج المسجلة والمنحى التراجعي لحالة الإصابات بكوفيد19 الذي تم تسجيله في الأسابيع الأخيرة والمتزامن مع تخفيف بعض الإجراءات الاحترازية، والنسب الجد مهمة المسجلة بالنسبة لعملية التلقيح التي ستمكن من بلوغ المناعة الجماعية».





