النعمان اليعلاوي
تتواصل تداعيات قرار فرض إلزامية «جواز التلقيح» للولوج إلى المؤسسات العمومية والخاصة، حيث خرجت للأسبوع الثاني مظاهرات في عدة مدن مغربية لمئات المعترضين على فرض جواز التلقيح ضد وباء «كوفيد- 19»، تلبية لدعوات احتجاج على مواقع التواصل الاجتماعي. وتدخلت قوات الأمن في العاصمة الرباط، لتفريق وقفة احتجاجية أتى للمشاركة فيها المئات من المتظاهرين ضد جواز التلقيح، في الوقت الذي عملت العناصر الأمنية على إيقاف عدد من المتظاهرين الذين رفعوا شعارات تطالب بإلغاء فرض الجواز، وردد المئات منهم شعارات من قبيل «لا للجواز… الشعب يريد إسقاط الجواز»، كما رددوا شعارات مطالبة بدستورية القوانين. في الوقت الذي تدخلت السلطات العمومية بشكل مماثل لتفريق تظاهرة رافضة لجواز التلقيح بالدار البيضاء وأخرى بوجدة وفاس، ومنعت كذلك السلطات مجموعات من عشرات المتظاهرين من تنظيم مسيرة مماثلة بطنجة.
وشهدت عدة مدن كفاس وأكادير ومراكش وقلعة السراغنة تظاهرات لرافضي الجواز، الذين يعتبرونه فرضا لإجبارية التلقيح و«مساسا بالحريات». وانتقلت احتجاجات المواطنين الرافضين لإلزامية جواز التلقيح من الفضاء الافتراضي إلى الشارع، بعد عدة دعوات غير مؤطرة تم تداولها خلال اليومين الأخيرين، مطالبة بالتراجع عن فرض الجواز للدخول إلى المرافق العمومية، وكذلك للدخول إلى المؤسسات الفندقية والسياحية والمطاعم والمقاهي والأماكن المغلقة والمحلات التجارية وقاعات الرياضة والحمامات. ورفع المحتجون خلال الوقفات شعارات، رافضين الخطوات الحكومية في هذا الاتجاه، مؤكدين حق الاختيار بين التطعيم وعدمه على المستوى «القانوني» و«الأخلاقي»، معتبرين أن فرض إلزامية التوفر على «جواز اللقاح، تضييق على حرية التنقل وتعطيل لحقوق المواطنين في قضاء مصالحهم الإدارية».
ونظم رافضو «جواز التلقيح» مظاهرة احتجاجية، وسط مدينة طنجة، مطالبين بإلغاء القرار الذي يحد من حرية تنقلهم بين الأقاليم والعمالات ودخول المؤسسات العمومية وشبه العمومية. وسار المتظاهرون الذين وصل عددهم إلى أكثر من ألف مواطنة ومواطن، من شارع محمد الخامس نحو ساحة الأمم، حيث نظموا هناك وقفة احتجاجية هي الأكبر من بين مظاهرات المدن الأخرى الرافضة لإلزامية الجواز، مرددين شعارات تندد بفرض «جواز التلقيح» وإلزامهم بالتطعيم للولوج إلى الإدارات والتنقل بين العمالات والأقاليم. وردد المحتجون شعارات من قبيل «رفضنا الجماعي للجواز العنصري»، و«لا لا ثم لا لجواز التلقيح».
وبدورهم، رفع المحتجون ضد جواز التلقيح بالدار البيضاء شعارات، منها: «لا لا ثم لا للجواز المهزلة.. صامدون صامدون للجواز رافضون.. الشعب يريد إسقاط الجواز»، وذلك خلال مظاهرات وصفت بأنها الأكبر من نوعها، منذ إعلان السلطات الحكومية العمل بإجبارية جواز التلقيح في 21 أكتوبر 2021، بحضور شباب ونساء وجماهير رياضية، وفعاليات حقوقية ومدنية وسياسية. وتجددت دعوات الاحتجاج في العاصمة الاقتصادية، بعدما كانت قد عرفت عدد من المدن المغربية، على مدى الأيام الماضية، احتجاجات رافضة لقرار حكومي بفرض التلقيح ضد فيروس «كورونا» كشرط للتنقل في البلاد.
وتسجل حملة التلقيح ضد الوباء، التي بوشرت منذ مطلع السنة الجارية، إقبالا متزايدا، وتلقى أكثر من 22 مليون شخص جرعتي اللقاح على الصعيد الوطني، حسب آخر ما صدر عن وزارة الصحة، التي أكدت أن الحملة الوطنية للتلقيح ضد «كوفيد – 19» تهدف إلى تحقيق المناعة الجماعية بتطعيم 80 في المائة من السكان، في ظل تحسن الوضع الوبائي بالمملكة للأسبوع العاشر، بعد ارتفاع في الإصابات والوفيات خلال الصيف الماضي.
