شوف تشوف

الرأيالرئيسية

البؤساء مذعورون

وصفهم فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في اجتماع رسمي بالبؤساء، قال لهم أمام أعضاء المكتب التنفيذي: «لقد خدشتم صورة المنتخب»، كان بعضهم يتحسسون رؤوسهم، يلعبون دور الشاهد، لكن الكثير منهم راهنوا على الزمن وقالوا إنه كفيل بوضع طبقات غبار صلبة على واقعة «مارشي نوار» سوق واقف في الدوحة.

مقالات ذات صلة

كاد المغاربة ينسون الواقعة، بعد أن أصبح سوق جاراتنا الشرقية أكثر استئثارا بالانتباه، حين عرضت فيه الذمم للبيع في المزاد العلني، وبيعت القيم بأرخص الأثمان. لكن مداخلة فوزي لقجع في ندوة صحافية أعقبت المجلس الحكومي، أعادت القضية إلى الواجهة، وتحولت من قضية رأي عام رياضي إلى قضية رأي عام سياسي.

أعلن فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم ، توصله بتقرير متكامل حول قضية التلاعب في تذاكر المونديال، وكشف عن فتح تحقيق قضائي بشكل مواز هو الآن في مراحله الأخيرة.

قال لقجع إن بعض الأشخاص انتهزوا فرصة المونديال، ومارسوا نشاطهم الاسترزاقي الذي اعتادوا عليه في جميع الظروف والأزمات. مشيرا إلى أن «الإجراءات التي تم الإعلان عنها في الموضوع هي التي ستتم بكل وضوح وشفافية».

يعرف رئيس الجامعة أكثر من غيره ما يقصد بالنشاط الاسترزاقي الموسمي، ويعي جيدا ما يقول حين يصر على تقديم نتائج التحقيق للرأي العام والتزامه بالكشف عن خيوط «حرامية» التذاكر الذين ذهبوا إلى قطر مشجعين وإعلاميين وعادوا إلى بلدهم غانمين.

تقول بعض التسريبات إن البحث انطلق من خلية الإعلام، التي أصرت على تسليم الصحافيين تذاكر إضافية رغم أنهم يحملون «بادجات» تخول لهم ولوج المدرجات. لقد رصدت كاميرات فندق اللؤلؤة وفضاء المشجعين تحركات صحافيين أساؤوا فهم الهرم المقلوب.

جدد رئيس الجامعة وعده بالكشف عن منفذي عملية خدش وجه الكرة المغربية في قطر، والوقوف على من سولت لهم أنفسهم لعب دور «قطاع» التذاكر إسوة بـ «قطاع الطرق»، في عز النهار وبوجوه مكشوفة، وطمأن المغاربة الذين ظلوا يتساءلون عن يوم الحساب.

كان لا بد من القطع مع مرحلة «البيع والشراء والكراء»، بيعت فيها مباريات دون حسيب ولا رقيب، وتم في جموعها كراء أصوات للتصويت المؤقت، كما يكترى مكبر الصوت في الحفلات، واشترى التعساء ذمم أشخاص يتعاطون للصحافة فحولوهم إلى شعراء صعاليك يقضون وقتهم في نظم قوافي المديح للرئيس ورمي خصومه بالجمرات.

اليوم يتحدث لقجع بصفته مسؤولا حكوميا في أعقاب اجتماع حكومي، ويعلن عن رغبة صريحة في قطع دابر المفسدين، والتصدي للاغتناء السريع لمسيرين قذفت بهم السياسة في معترك عمليات الكرة، في ما يشبه حملة تطهير كبرى لاجتثاث مسيرين اختاروا جسر الكرة للعبور إلى الوجاهة، لأنهم يعلمون علم اليقين أن مال الكرة سائب والشهرة فيها تأشيرة عبور إلى قلوب الجماهير وجيوبهم أيضا.

في كرة القدم من يملك تذاكر المباريات الكبرى، يتحول إلى سفير يمنح تأشيرة ولوج المدرجات، لهذا يتسابق المسيرون للجلوس على كرسي لجنة «تنظيم المباريات» لأنها اللجنة الوحيدة التي تحول المسؤول إلى مزار وتعيد لهاتفه نشاطه المفتقد.

من يشترى الأصوات في حملاته الانتخابية لا يجد حرجا في بيع التذاكر وتوزيع الدعوات على أنصاره. من يشتري ذمم أصوات المنخرطين في الجموع العامة يكتسب مهارة شراء الذمم قبل المباريات وبعدها. من يوزع «بونات» قفة رمضان على معوزي السياسة لا يتردد في توزيع تذاكر من باب الإحسان الكروي.

اليوم تأكد أن ترويج التذاكر ورقيا ورقميا لا يعفي أحدا من ويلات السوق السوداء، وأن بطائق الاشتراك السنوي لا تلغي فوضى الملاعب، وأن الغفلة بين البائع والمشتري هي كلمة السر قبل كل مباراة وبعدها.

 

حسن البصري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى