
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أنه في وقت تستعد العرائش لاستقبال آلاف الزوار والسياح خلال موسم الصيف، والذي يمنحها انتعاشة اقتصادية، مستفيدة من موقعها الجغرافي المطل على الواجهة الأطلسية، وعلى الرغم من هذه المؤهلات الواعدة، تعيش المدينة وضعية مزرية في عدد من أحيائها وشوارعها الرئيسية، حيث تفتقر البنية التحتية إلى الحد الأدنى من التأهيل. ويشتكي عدد من السكان من تدهور حالة الطرق والأرصفة، وانتشار الأزبال في بعض النقاط السوداء، فضلا عن غياب التشوير والتنظيم في عدد من المرافق التي يفترض أن تكون واجهة المدينة.
وأوردت المصادر أنه في الوقت الذي تتزين فيه مدن سياحية مجاورة، مثل المضيق والفنيدق وطنجة، لاستقبال المصطافين عبر حملات نظافة وتأهيل شامل، يلاحظ زوار العرائش غياب أي خطة واضحة لتحسين المشهد الحضري، خاصة على مستوى الكورنيش الذي يُعتبر القلب النابض للمدينة صيفا، حيث تبدو العديد من المرافق مهملة والإنارة العمومية ضعيفة، إضافة إلى نقص في الفضاءات المخصصة للعائلات والأطفال. وتعالت دعوات من المجتمع المدني إلى السلطات المحلية والمنتخبين، من أجل التدخل العاجل لتدارك الوضع، وتقديم صورة تليق بتاريخ العرائش وإرثها الحضاري، خاصة وأن الموسم الصيفي يشكل فرصة اقتصادية مهمة لسكان المدينة، ولا ينبغي أن تضيع بسبب الإهمال والتسيير العشوائي.
ونبهت المصادر نفسها إلى أنه حتى الكورنيش الجديد، الذي كان من المفترض أن يكون واجهة حضارية وجاذبا سياحيا رئيسيا، لم يسلم من مظاهر التدهور، حيث بدأت تظهر عليه علامات هشاشة واضحة، رغم حداثة إنجازه، حيث لوحظت تشققات في بعض أجزائه، وتساقط كتل من الإسمنت نحو البحر، في مشهد يثير القلق حول جودة الأشغال ومراقبة التنفيذ. كما تآكلت أجزاء من الحواجز والممرات، في غياب واضح لأي صيانة أو متابعة دورية من الجهات المعنية، مما جعل الكورنيش عوض أن يكون مفخرة للمدينة، يتحول إلى رمز آخر من رموز الإهمال وسوء التدبير.
وللإشارة، فإن مدينة العرائش تتميز بشواطئها الساحرة التي تعد من بين الأجمل على الصعيد الوطني، وعلى رأسها شاطئ «رأس الرمل» المعروف بجاذبيته الطبيعية. كما يُرتقب أن يشهد كورنيش المدينة انتعاشة كبيرة، بفضل الحركة التجارية والنشاط الليلي الذي يرافق فصل الصيف كل عام، غير أن وضعيته باتت تقلق الجميع، والتي تبقى غير قادرة على جلب المزيد من الزوار من كل المدن الوطنية.





